Seifwedeif

Seifwedeif
Vision to close the gap between two different generations at life by putting their concerns and needs and making a useful discussion to continue communication between them

مشاركة مميزة

مصر...اللى ممكن متعرفهاش- محميات مصر- الجزء الأول

محمية ابو جالوم محمية طبيعية في "1992" وتتميز هذه المنطقة بطبوغرافية خاصة ونظام بيئي متكامل تنفرد بنظام كهفي تحت الماء و...

الاثنين، 19 سبتمبر 2016

جمع العملات : كيف تبدأ هواية تجميع العملات بنفسك ؟



مع العملات هوايةٌ أخرى مختلفة ليست كغيرها من الهوايات التي نمارس فيها الرياضة أو نقضي أوقات فراغنا العادية في ممارستها للتسلية وحسب، بل هي قائمةٌ على حبٌ وشغفٍ تاريخيٍّ وأثريٍّ، جمع العملات أو جمع الطوابع أو ما كان على شاكلتها من الهوايات التي يفتح عن طريقها صاحبها باباً للتاريخ أو أبوابًا في الواقع بين مجموعاته المختلفة. الإعلانات 


هواية جمع العملات : المنشأ وكيفية البدء فيها 

علم دراسة العملات 


جمع العملات ليس مجرد هوايةٍ عاديةٍ كما ذكرت لكنها من قيمتها وأهميتها قام من أجلها علم Numismatics وهو علمٌ يهتم بجمع ودراسة العملات والميداليات المختلفة وكل ما يتعلق بها وتاريخها وحقبتها الزمنية وطريقة جمعها إلى آخره. 


هواية جمع العملات


حين نأتي للعملات فإن هواية جمعها تقوم على قيمتها الجمالية والأثرية والتاريخية لكل الحقب الماضية ولا تعتمد أبدًا على قيمتها المادية، في العصور الماضية كان الناس يجمعون المال ليس بغرض الأثرية والتاريخ وإنما كان عصر ما قبل البنوك ومؤسسات إدارة الأموال فكان كل شخصٍ يجمع ما فاض عن حاجته من ثروته في حقائب جلديةٍ أو أواني خزفية ويخفيها، وأحيانًا كانت تلك الثروة تُدفن تحت الأرض في حالات القلق والشغب، بعضها كان مالكوه أو وارثوهم يستخرجونها والبعض الآخر ظل مدفونًا حتى وُجد في العصور الحديثة، وأصبح عملةً نادرةً تاريخيةً وأثرية. تلك الثروات التاريخية المستخرجة كانت محل شغف وهوس الكثير من علماء الآثار وجامعي النوادر، وأصبحت مادةً دسمةً تمتلئ بها المتاحف أو مجموعات هواة جمع العملة. 


بداية النظر للعملة كآثار 


كان توماس اكويناس الكاهن والفيلسوف الإيطالي من أول من تعرضوا للعملات وصبها وصناعتها في كتاباته الفلسفية لا من نظرةٍ ماديةٍ واقتصادية وإنما من نظرةٍ تاريخيةٍ وأثرية وكونها طريقةً للتواصل التاريخي بين العصور المختلفة، نُشرت بعد ذلك في القرنين السابع عشر والثامن عشر عدة كتبٍ تتحدث عن عملات القرون الوسطى والقديمة حتى بداية القرن التاسع عشر، حيث أصبحت هواية جمع العملات منتشرةً ومعروفةً وأمدت الأدب بالكثير ليُكتب في ذلك المجال، في حين شهد النصف الثاني من القرن التاسع عشر انتشارًا واضحًا للكتب التي تتناول المجموعات النقدية من كل أنحاء العالم سواءً كذكرٍ لها وجمعها وتعريف العالم بها وبأصحابها أو كدراسةٍ لما تحتويه تلك المجموعات من عملاتٍ وتاريخها وأثريتها، وخصت تلك الدراسات العملات اليونانية والرومانية من القرون الوسطى وكذلك العملات الإسلامية بكثيرٍ من الاهتمام. 


تغير مجرى هواية جمع العملات


 وقد بدا واضحًا في ذلك الوقت اتجاه تلك الهواية نحو العملات النادرة والقديمة جدًا لدرجة أن أصحاب التعليم المتوسط كانوا قادرين على إدراك ندرتها وأهميتها، وظلت تلك الهواية تحمل ذلك الطابع التقليدي من حيث جمع العملات القديمة فحسب حتى بدأ بعض الهواة الأثرياء في جعل هوايتهم تأخذ طابعًا آخر عن طريق جمعهم لكل العملات التي رأت الضوء عبر تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية كله، تبع ذلك ظهور المجموعات التاريخية لكل بلدٍ أوروبيٍّ كتلك المجموعة وبنفس نمطها، لكن المجموعات الآسيوية لم يتم جمعها حتى مطلع القرن. 


أشهر جامعي العملات في التاريخ 


كان تاريخ جمع العملة مزدحمًا بهؤلاء المهووسين بها وهواتها لكن البعض منهم ظل اسمه معلقًا ومذكورًا في تاريخها، من أشهر جامعي العملات كان الملك جورج الثالث الذي شاركه شغفه ذاك جراحه الخاص ويليام هانتر، كانت مجموعات هانتر الثمينة نواة وأساس أحد أهم المتاحف في بريطانيا، وكان الفضل الأول في جمع تلك المجموعات النادرة من العملات والميداليات يعود إلى أخيه جون هانتر والسير هانز سوان. 


ملوكٌ مهووسون بالعملة 


لم يكن الملك جورج الثالث الملك الوحيد صاحب ذلك الشغف وإنما اشتُهر عن كثيرٍ من الملوك شغفهم بالعملات وجمعها حتى أن بعضهم كان يملك حجراتٍ واسعةً مليئةً بالرفوف من أرضها إلى سقفها تُنسق عليها العملات والميداليات، من أشهرهم كان الملك كارول أحد ملوك رومانيا وأمير موناكو راينيير، والملك فيكتور عمانويل الثالث والذي ما زالت دراساته في ذلك المجال تُذكر وتحترم حتى اليوم، من بينهم أيضًا الملك فارق المصري الذي امتدت مجموعاته بدايةً من العملات والميداليات والطوابع إلى أشياء أخرى قد لا تخطر لك ببال، وكان للنساء نصيبٌ في ذلك حين خرجت مجموعات ماري نور ويب الفريدة والتي لا تقدر بثمنٍ للمزادات العلنية. 


بين عملة اليوم والأمس


العملات القديمة من أكثر القطع الأثرية إثارةً لدهشتك وجذبًا لانتباهك كما فعلت مع الجدد في تلك الهواية حين جذبتهم لها بجمالها واحتفاظها برونقها رغم السنين وقدرتها العالية على مواجهة الظروف المختلفة التي مرت بها حتى وجدناها اليوم، حتى أن بعض العملات الذهبية يظل محتفظًا بلمعانه وبريقه كأنها صُبت اليوم بلا خدوشٍ على سطحها ولا انحناءاتٍ في جوانبها، وبعض العملات كان أقل احتفاظًا بحالته الأصلية ربما نتيجة تعرضه لظروفٍ أقسى قد تؤدي إلى تشويه وضوح الحروف عليها أو مسحها لكن تظل صورة الملك واضحةً وتاريخ العملة ظاهرًا فلماذا قد تُخرجها بعض آثار الزمن من السباق؟! كل ذلك بعكس عملات العصر الحديث التي تجدها أقل تحملًا ومجابهةً للظروف وأسرع فقدانًا لبريقها وبعض تفاصيلها وانتظام حوافها كذلك مما قد يُسبب هبوطًا في قيمتها في المستقبل أمام الأقدم منها والأكثر لمعانًا، فالعملة نفسها تُحدد قيمتها لدى جامعها.


تحديد درجة العملة 


تختلف درجات العملات عن بعضها وكلما ارتفعت درجة العملة كلما زادتها أهميةً وقيمة ومع الممارسة والتجربة الطويلة والخبرة يُصبح جامع العملات قادرًا على تحديد درجة العملة وأصليتها من عدمه وكونها ذات قيمةٍ وأهميةٍ أم لا من النظرة الأولى، حتى أن التكنولوجيا أصبحت تُسهل طرق فحص العملات والتدقيق في تفاصيلها كافة، الدرجة الأعلى بين كل الدرجات تحتلها العملات التي تحتفظ برونقها وبريقها وتفاصيلها كيوم صُبت، تليها درجة العملات التي فقدت بريقها وظهر عليها أثر الزمن لكن تفاصيلها كلها واضحة وبارزة تمامًا، ثم العملات التي فقدت القليل من التفاصيل بسبب التعامل بها أو قسوة ظروفها لكنها لم تفقد خطوطها وتفاصيلها الأساسية والرئيسية، وتأتي الطبقة الأدنى حيث فقدت العملة الكثير من تفاصيلها وتعرضت لتغيراتٍ في شكلها وانتظامها وأصبحت أقرب للخردة عندها فهي لا تستحق التخزين أو الإضافة إلى المجموعات إلا في حالة كونها نادرةً وذات أهمية أثرية وتاريخية قوية عندها فقط تُغفر لها كل عيوبها وتنضم للمجموعة كأندر عملاتها. 


صناعة العملة 


من الطبيعي أن العملات حين تم إنتاجها صنعت لمواجهة كل ظروف البيئة والتعامل الطبيعية التي ستتعرض لها ما بين التلوث وعرق الأيدي وفي جميع الأماكن التي ستتواجد فيها ومراعاةً لتعرضها للخدوش أثناء خروجها من ماكينات الصرف أو حتى ثناء اصطدام العملات ببعضها، ويقدر عمر العملة بالسنين لعدة عقودٍ ما لم يتم تغيير عملة البلاد كلها مثلًا فتُسحب القديمة وتخرج بدلًا منها الجديدة، لكن العملات التي تعيش وتستمر لمئات و آلاف السنين ستصبح أكثر أهميةً وأكثر حاجةً للعناية والنظافة والاهتمام. الإعلانات 


تنظيف العملات 


حين تضيف عملةً نادرةً وجديدةً إلى مجموعتك وتعود بها إلى بيتك لفحصها والتدقيق فيها والاهتمام بها وحفظها في مجموعتك فمن الطبيعي أن تجدها في بادئ الأمر متسخةً وفاقدةً لبعضٍ من بريقها من الأتربة والغبار وتداولها بين الأيدي حتى أن تلك الأوساخ قد تصنع طبقةً مغلفةً لها، عندها يكون من النافع استخدام بعض الزيوت المزيلة للشحوم لإزالة تلك الطبقة وتنظيفها ثم قد تجد نقطةً أو اثنتين من البنزين قادرةً على إعادة بريق العملة ورونقها ثانية عند مسحها بها، ويُفضل دائمًا أن ترتدي قفازين أثناء إمساكك لتلك العملات وتعاملك معها حتى لا تنطبع بصمات أصابعك عليها فقد تدهشك صعوبة إزالة تلك البصمات حتى أنها أحيانًا لا تُزال أبدًا، قد تعلق بعض الأوساخ في حواف العملة أو تعاريجها وتفاصيلها البارزة أو الغائرة فتكون بحاجةٍ إلى فرشاةٍ من شعيراتٍ حيوانيةٍ طبيعية لتنظيفها وتجنب استخدام الفرش الصناعية لإنها تسبب الضرر للعملة عند حكها بها.


معادن العملات المختلفة 


يُشكل نوع المعدن الذي صُنعت منه العملة فارقًا كبيرًا في طريقة تنظيفها ومعاملتها والعناية بها والحالة التي ستجدها عليها، فالعملات الذهبية والفضية على سبيل المثال هي أقل العملات تعرضًا لتلك المشاكل حيث تقاوم الأكسدة ولا تتسبب الرطوبة أو الهواء والظروف في تعرضها للصدأ، لا تعاني سوى من طبقة الأوساخ التي يسهل إزالتها مقارنةً بباقي المعادن. يواجه النحاس والبرونز مشاكل أكثر من الذهب والفضة بسبب قابليتهما للأكسدة فتظهر عليهما بقعٌ خضراء مسودة كالعملات الرومانية القديمة مثلًا، حينها تحتاج إلى عنايةٍ خاصةٍ بها ولحسن الحظ فإن الكثير من المنتجات ظهرت حديثًا تساعد على تنظيف تلك العملات من بقعها وإعادتها لحالتها الأصلية، بعض العملات الأخرى صُنعت من بقية المعادن كالحديد والصلب والزنك خاصةً في أوقات الحرب أو تعرض البلاد للأزمات وواجهت تلك العملات الصدأ والخدوش والتشوهات المختلفة وتستخدم بعض المستحضرات الكيميائية لإزالة الصدأ كما يُفضل أن تظل العملة جافةً تمامًا وبعيدةً عن الماء والرطوبة. من أكثر العملات حاجةً للإنقاذ وللعناية المتخصصة تلك التي وُجدت مدفونةً بالأرض أو بمياه البحر لأن المعدن يتفاعل مع أملاح التربة والماء ويتسبب بأضرارٍ كبيرةٍ لها. 


ترتيب العملات في مجموعات 


وكأي مادةٍ تُجمع فالعملات تحتاج إلى الترتيب والاحتفاظ بها في مكانٍ يحافظ عليها برغم صغر حجمها كنوادر تُجمع أو ثقلها وطبيعتها المعدنية بالنسبة للكروت أو الطوابع مثلًا، لكن ذلك لا يبخس من حقها في أن تجد لها مكانًا مناسبًا تضعها فيه خاصةً بعد كل ما عانيته لتنظيفها والعناية بها، قد يستخدم البعض الصناديق أو المحفظات المختلفة الأشكال والأحجام أو حتى الألبومات، لكن بعض الشركات الكبرى عملت على إيجاد منتجٌ ملائمٍ وخاصٍ بهواة جمع العملات وما يجمعونه، فطورت من المحفظات العادية وزادت من حجمها وقدرتها على الاستيعاب كما صنعت بعضًا منها من الصلب أو البلاستيك، حيث تحتوي المحفظة على خاناتٍ وكبائن صغيرةٍ مناسبةٍ لكل أحجام العملات، تكفل هذه الخانات الصغيرة عرض العملات وفصلها عن بعضها وسهولة إخراج إحداها بدون الحاجة لإثارة الفوضى أو إخراج كل ما تملك للحصول على واحدةٍ بعينها، كذلك تعطي لها الحماية من الرطوبة والظروف البيئية ويحمل بعضها أقفالًا تكفل لصاحبها الخصوصية والشعور بالأمان، وبعضها يتيح كتابة ملحوظاتٍ صغيرةٍ عن كل عملةٍ في المكان المخصص لها. جمع العملات والشغف بها رغم كونه متعبًا ومكلفًا بشدةٍ في بعض الأحيان فلن يغير ذلك من أهميته للتاريخ وعلم الآثار معًا حين يُقدم لاثنيهما أسرارًا كثيرةً في قطعةٍ صغيرةٍ وضئيلة، وهي هوايةٌ طويلة الأمد قد تستغرق عمر صاحبها كله حتى يصل إلى تكوين مجموعاته الثمينة والنادرة التي أرادها وحلم بها ومن المؤسف كون البعض عاجزين عن إيجاد الشغف بهوايةٍ كتلك وفهم حب صاحبها العميق لها.





المصدر:



ليست هناك تعليقات: