Seifwedeif

Seifwedeif
Vision to close the gap between two different generations at life by putting their concerns and needs and making a useful discussion to continue communication between them

مشاركة مميزة

مصر...اللى ممكن متعرفهاش- محميات مصر- الجزء الأول

محمية ابو جالوم محمية طبيعية في "1992" وتتميز هذه المنطقة بطبوغرافية خاصة ونظام بيئي متكامل تنفرد بنظام كهفي تحت الماء و...

الأحد، 25 سبتمبر 2016

مصر...اللى ممكن متعرفهاش- مصر الجوامع- الجزء الأول


اليوم نبدأ بسلسلة عن مصر اللى متعرفهاش ونبدأ من أحلى حاجه فيها

مصر المساجد- الجزء الأول

شيخ جوامع القاهرة
جامع الأمير أحمد بن طولون "859م"



مئذنة المسجد هي أقدم مئذنة موجودة في مصر

يُعتبر جامع أحمد بن طولون شيخ جوامع القاهرة بلا نزاع , المسجد أقامه الأمير أحمد بن طولون عام263 هـ – 859 م ,حيث أنفق أحمد بن طولون 120 ألف دينار في بنائه، وقد اهتم بالأمور الهندسية في بناء المسجد. مئذنة المسجد هي أقدم مئذنة موجودة في مصر. يعد مسجد ابن طولون المسجد الوحيد بمصر الذي غلب عليه طراز سامراء حيث المئذنة الملوية المدرجة. قام السلطان لاجين بإدخال بعض الإصلاحات فيه، وعين لذلك مجموعة من أمهر الصناع، كما أمر بصناعة ساعة مميزة فيه،
الساعة العجيبة
جعلت قبة فيها طيقان " جمع طاقة" صغيرة على عدد ساعات الليل والنهار وفتحة، فإذا مرت ساعة انغلقت الطاقة التي هي لتلك الساعة وهكذا، ثم تعود كل مرة ثانية. وفي عهد الأيوبيين أصبح جامع ابن طولون جامعة تدرس فيه المذاهب الفقهية الأربعة، وكذلك الحديث والطب إلى جانب تعليم الأيتام.أناب الخليفة العباسى أحمد بن طولون عنه في ولاية مصر سنة 254 هجرية 868م، وتأتي أهمية فترة حكم الأمير أحمد بن طولون من أنه تتمثل فيها النقلة التي انتقلتها مصر من ولاية تابعة لـ الخلافة العباسية إلى دولة ذات استقلال ذاتى.

يتكون هذا الجامع من صحن أوسط مكشوف، متساوي الأضلاع تقريبا، طول ضلعه 92 مترا، وتتوسطه تحفة معمارية تتمثل في قبة محمولة على رقبة مثمنة، موضوعة على قاعدة مربعة بها أربع فتحات معقودة، وبوسطها ميضأه، والملاحظ فيها هو وجود سلم داخل سلم حائطها البحرية، يصعد منه إلى أعلى الرقبة. ويحيط بالصحن أربعة أروقة، أكبرها رواق القبلة وبه خمسة صفوف من العقود المدببة المحمولة على أكتاف مستطيلة القطاع، مستديرة الأركان على شكل أعمدة ملتصقة، أما الأروقة الثلاثة الأخرى فبها صفين فقط. ويغطى الأروقة الأربعة سقف من الخشب حديث الصنع، عمل على نفس نمط السقف القديم، وبأسفلة أعيد وضع الإزار الخشبى القديم، المكتوب عليه من الآيات القرآنية بـالخط الكوفى المكبر.
طول الجامع 138 مترا وعرضه 118 مترا تقريبا، يحيط به من ثلاثة جهات - الشمالية والغربية والجنوبية - ثلاث زيادات عرض كل منها 19 مترا على وجه التقريب، مكوّنين مع الجامع مربعا طول ضلعه 162 مترا،
أقيم جامع الأمير أحمد ابن طولون "في الفترة بين عامي "263هـ ـ 265م"ـ على مساحة ستة أفدنة ونصف، ويشعر زائره برهبة وخشوع عظيم، ومما يسترعى انتباه الزائر مئذنة الجامع بمظهرها الفريد في العمارة الإسلامية بمصر وهذه المئذنة تتألف من قاعدة مربعة تقوم عليها ساق أسطوانية يلتف حولها من الخارج سلم دائري لولبى عرضه 90 سم، ويعلو الساق الأسطوانية للمئذنة طابقان مثمنان تتوسطهما شرفة بارزة تحملها مقرنصات، وهذان الطابقان المثمنان من الطراز المعمارى الشائع في عصر المماليك. ولقد بنى هذا المسجد مهندس قبطى يدعي سعيد بن كاتب الفرغاني ـ وقال له احمدابن طولون (اريد مسجد إذا احترقت مصر بقى وإذا غرقت بقى) وبالفعل حدث هذا عندما غزت الدوله العباسية مصر في اواخر عهد موسى هارون وسوا بالقطائع الأرض ولم يبقى منها سوى هذا المسجد

جامع عمرو بن العاص


الجامعة الإسلامية الأولى قبل جوامع بن طولون والجامع الأزهر والزيتونة والقيروان
أول مسجد في مصر وأفريقيا والرابع في الدولة الإسلامية
ثمانون من الصحابة يشتركون في تحديد قبلته
أربع مآذن فى أركانه يعتقد انها أقدم مآذن اقيمت فى الاسلام

الوصف
جامع عمرو بن العاص هو أول مسجد بني في مصر وأفريقيا,في مدينة الفسطاط التي أسسها المسلمون في مصر بعد فتحها. كان يسمى أيضا بمسجد الفتح والمسجد العتيق وتاج الجوامع. ويصف المؤرخون جامع عمرو بن العاص بأنه "إمام المساجد، ومطلع الأنوار اللوامع، وقد أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أن جامع عمرو بن العاص، هو أول جامع أقيم فى مصر والرابع فى الدولة الإسلامية بعد مساجد المدينة والكوفة والبصرة ، فقد اقيم سنة (21 هـ) اى قبل أربعة عشر قرناً
أنشأه بالفسطاط بمصر القديمة الصحابى الجليل عمرو بن العاص رضى الله عنه عام (21 هـ) بعد فتحه لمصر، واشترك فى تحديد قبلته 80 من الصحابة. كان المسجد محاذيا لضفة النيل فكان النهر يقوم عوضا عن جداره الشرقى ، ولهذا لم يكن للمسجد الا ثلاثة جدران وعندما تسلم مسلمة بن مخلد ولاية مصر من قبل معاوية امر بإزالة المسجد ، ثم أعاد بناءه سنة (35 هـ) فضاعف حجمه وترك قسما كبيرا من الزيادة صحنا مكشوفا وجعل للمسجد اربع مآذن فى أركانه ، ويعتقد انها كانت أقدم مآذن اقيمت فى الاسلام
وأوضح أن عمرو بن العاص رضى الله عنه اختار بناء الجامع فى منطقة بها أشجار كروم تبعد نحو مائة متر جنوب حصن بابليون، وكان جامع عمرو عند إنشائه يقع مباشرة على النيل قبل أن ينتقل المجرى تدريجيا نحو الغرب. وأشار إلى أن تخطيط الجامع على نسق أقدم الطرز المعمارية لبناء المساجد وأهمها، وهو الطراز المشتق من عمارة الحرم النبوى الشريف الذى يتألف من صحن أوسط مربع يحيط به من جوانبه الأربعة أربعة أروقة أعمقها رواق القبلة، كما استوحى عمرو بن العاص فى تخطيطه بناء داره من جهة الشرق ومحاذى لجداره وترك بينها وبين المسجد طريقاً يبلغ عرضه نحو أربعة أمتار أسوة بمسجد النبى صلى الله عليه وسلم وداره فى المدينة المنورة.

التوسعات
مساحة الجامع وقت إنشائه 50 ذراعاً في 30 ذراعاً وله ستة أبواب، حيث توالت التوسعات العديدة التي أضيفت على المسجد عبر العصور الإسلامية منها زيادة الخليفة الأموى معاوية بن أبى سفيان سنة (53 هـ) والزيادة الثانية على يد الخليفة الأموى عبد الملك بن مروان سنة (79هـ) والزيادة الثالثة على يد الخليفة الأموى الوليد بن عبد الملك سنة (93هـ) زادت فيه مساحة الجامع حيث أدخل فيه أجزاء من دار عمرو ودار ابنه عبد الله فى الجانب الشمالى الشرقى كما وسع قليلا من ناحية القبلة، وفى عام (94هـ) أضاف منبر خشبى وقد تبع ذلك إدخال المنابر فى قرى مصر. والزيادة الرابعة كانت عام (133هـ) على يد القائد العباسى صالح بن على بعد سقوط الخلافة الأموية وقد أضاف بابا للمسجد فى جداره الشمالى، أما الزيادة الخامسة التى تعتبر أكبر الزيادات فكانت فى عهد الخليفه العباسى المأمون عام (212هـ) حيث أضاف مساحة جديدة إلى المسجد من ناحية الجنوب تعادل المساحة التى كان عليها وأصبحت مساحة المسجد على ماهو عليه (اى ما يقارب 15000 م2). وثبت الجامع على تلك المساحة الى الآن.
وذكر أنه فى عام (702هـ) تعرضت البلاد لزلزال مدمر أدى إلى تصدع جدران المسجد فقام السلطان المملوكى الناصر محمد بن قلاوون بعمل عماره كبيره للجامع بقى منها الآن محراب جصى لايزال يشاهد فى واجهة الجامع الرئيسية من الخارج بالإضافة إلى بعض الشبابيك الجصية فى ذلك الجدار وللمحراب شريط من الكتابة العربية بالخط الثلث الجميل وزخارف نباتيه غاية فى الدقه والإبداع.

أعمال الترميم والتجديد للجامع..
جدد المسجد عدة مرات زمن الفاطميين وبلغ ذروة جماله القديم فى عهد الخليفة المستنصر وكان فى ذلك الوقت يقوم على اربعمئة عمود من الرخام ، وجدار المحراب مغطى كله بالرخام الابيض وعليه ايات من القرأن الكريم بخط جميل، وكان يضيئه ليلا سبعمائة قنديل بينها ثريا قدمها الخليفة المستنصر وزنها سبعة قناطير من الفضة، كما فرش المسجد من الحصير الملون، بعضها فوق بعض، وقيل انه كان من أعمر المساجد بالناس والحركة، ولايقل الناس فيه من الصباح الى العشاء، عن خمسة الاف شخص موزعين ما بين مصبين وشويخ ومعلمين وطلاب علم, فى سنة (564 هـ) اندلع حريق هائل فى الفسفاط ولحقت بالمسجد اضرار جسيمة فلما جاء صلاح الدين الايوبى رممه سنة (568 هـ) ثم اعاد الظاهر بيبرس ترميمه سنة (666 هـ) وتوالت عمليات الترميم وكان أخرها في مارس 1996م عندما شهد المسجد انهيار 150 مترًا من سقف الجامع في الجزء الجنوبي الشرقي برواق القبلة، وشمل الانهيار ثلاثة عقود في أقدم منطقة بالمسجد، وعلى أثر ذلك أمر الرئيس مبارك بفك إيوان القبلة وإعادة تركيبه في 1997م، وتم هذا مع الإصلاحات والتجديدات التي تمت في بقية إيوانات المسجد والطرق المحيطة به، ونفذت بتكلفة قدرها 15 مليون جنيه، وانتهى العمل بها في أكتوبر 2002م. ويتلألأ في عهدنا بنصف مليون من المصلين بصلاتي التراويح والأعياد حتى تكتظ بهم الشوارع.

أزهر ما قبل الأزهر: 
مسجد عريق تستشعر فيه عظمة التاريخ الإسلامي، فعندما تطأ قدمك أرضه يعود بك الزمان إلى عصر الفتوحات الإسلامية، ففي ساحته توحدت قلوب المصريين، وبأروقته تجمع خيار الصحابة، فكان الإطلالة الدينية التي نقلت الإسلام بكل ما فيه من تألق وحضارة إنسانية إلى إفريقيا، والجامعة الإسلامية التي تخرج فيها الكثير من مفكري الإسلام على مدي الحقب الماضية، ليبقى على مدار الزمان رمزًا لتحرير مصر، وشاهدًا على تاريخها منذ أن دخلها الإسلام حتى الآن.
يُعتبر مسجد عمرو بن العاص اللبنة الإسلامية الأولى في القاهرة العاصمة، ونظرًا لدوره التاريخي في الماضي والحاضر وقيمته الأثرية العظيمة، ودوره الحضاري في مناحي الحياة بمصر وفي كافة المجالات أطلق عليه العديد من الأسماء والألقاب، منها الجامع العتيق وتاج الجوامع ومسجد الفتح ومسجد النصر وجامع مصر وقطب سماء الجوامع. وهو أيضًا أول جامعة إسلامية قبل الأزهر والزيتونة والقيروان؛ لذلك اعتبره الكثيرون أزهر ما قبل الأزهر، حيث تلقى فيه طلاب العلم كافة علوم اللغة العربية والدين الإسلامي الحنيف، وهو الأثر الإسلامي الوحيد الباقي منذ الفتح الإسلامي لمصر. ومن أشهر تلاميذه الإمام الليث بن سعد، والإمام الشافعي، والسيدة نفيسة، وابن حجر العسقلاني، وسلطان العلماء العز بن عبد السلام.
تنتشر في المسجد العديد من الأعمدة التي يبلغ عددها 365 عمودًا بعدد أيام السنة، ويطل المسجد على النيل من الناحية الشمالية الغربية وهو مكان حديقة "قيسبة بن كلثوم"، وقد عرض عمرو عليه أن يعوضه عنها، ولكنه تبرع بها ورفض التعويض.

الجامع الأزرق بباب الوزير(1346م)





تنفرد المأذنة عن سائر مآذن العصر المملوكي بتصميم لم يتكرر بعد تشييدها.
وقف ضيعة من قرى حلب للصرف على تعمير المسجد.
يزدان بأكبر مجموعة من بلاط القاشاني وجد في أثر واحد بمصر.
طاقية المحراب من الرخام المزخرف الأولى من نوعها في مصر.
المنبر أقدم منبر رخامي باق بمساجد مصر وأجمل واجهات عمائر المماليك.

مقصد للسياحة العالمية وسط المقابر المصرية. جامع إبراهيم أغا مستحفظان أنشأه الأمير آق سنقر الناصرى عام 748هـ - 1346م.يوجد بشارع باب الوزير بمدينة القاهرة بمصر ويعرف باسم الجامع الأزرق وذلك بسبب لون القيشاني الأزرق الذي أعد خصيصا له. 
يبلغ عرض المسجد 80 مترا وطوله 100 متر. يوجد في وسط المسجد صحن مفتوح محاط بأربعة أروقة ذات أعمدة، أكبرها رواق القبلة الذي يضم بائكتين، أما الثلاثة الباقية فيضم كل منها بائكة واحدة. وللمسجد ثلاثة أبواب: واحد في الواجهة الغربية، وآخر في الواجهة الشمالية، والثالث في الواجهة الشرقية. وترتبط به قبة ضريحية. وصدر الرواق الشرقي مغطى ببلاطات من القاشاني الأزرق الجميل.
في حي باب الوزير بين أسوار القاهرة الجنوبية وحي القلعة، ترتفع مئذنة فريدة شاء مهندسها أن يميزها عن سائر مآذن العصر المملوكي، بتصميم لم يتكرر بعد تشييدها وجامع آق سنقر الملحقة به في عام 748هـ ''1347م''. وتقع مئذنة الجامع الأزرق في الطرف الشمالي للواجهة الغربية لجامع آق سنقر، وشيدت فوق قاعدة متعامدة الأضلاع، ارتفاعها إلى مستوى الشرافات التي تتوج جدران المسجد الخارجية. والدورة الأولى للمئذنة جاءت على هيئة بدن إسطواني مستدير، بخلاف ما هو مألوف في المآذن المملوكية التي تتخذ أولى دوراتها هيئة المربع أو المثمن.. والدورة الثانية أقصر من الأولى وزخرف بدنها الإسطواني على هيئة قنوات مستطيلة أو تضليعات تذكرنا بتقاليد المآذن السلجوقية في آسيا. أما الدورة الثالثة فبدنها سدسي الأضلاع، يفتح في كل ضلع من أضلاعها الستة بعقد فارسي مدبب على شرفة المؤذن الوسطى، وفوق هذه الدورة شرفة أذان متوجة بخوذة قبة خشبية مغلفة بالرصاص، شيدت على هذا النحو في عام 1307هـ، بإشراف هرتس باشا مدير لجنة حفظ الآثار العربية، وحلت مكان خوذة مجرية كان لها نفس الشكل.

الزخرفة السلجوقية ...
لهذه المئذنة ثلاث شرفات للأذان بواقع واحدة عند نهاية كل دورة، وهي محمولة على صفوف من المقرنصات الحجرية الدقيقة المعقدة.. والمئذنة بتصميمها القريب الصلة بتقاليد العمارة السلجوقية والذي لا يخلو من روح ابتكارية ولاسيما في الطابق السدسي، ونهايته على شكل خوذة قبة صغيرة تعكس التطور السياسي والحضاري للدولة المملوكية في النصف الأول من عمرها، إذ اقتبست هذه الدولة نظمها الإقطاعية ورسوم حكمها من أنظمة الدولة السلجوقية، كما أرساها الوزير الشهير نظام الملك في كتابه ''سياسة نامة''، وامتد الانبهار بأنظمة السلاجقة إلى اقتباس الكثير من تقاليد الفن المعماري السلجوقي، وخاصة في الاستخدام الزخرفي والوظيفي للمقرنصات، ولكن هذه المحاكاة السياسية والفنية لم تكن كاملة، وسرعان ما غلب الطابع المحلي عليها، ولعل مئذنة الجامع الأزرق بمزاوجتها بين القليل من التقاليد السلجوقية والكثير من الابتكارات الهندسية، تجسد بداية مرحلة الإبداع المملوكي التي رافقت الفترة الثالثة من حكم السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون أعظم سلاطين دولة المماليك البحرية.
ومشيد هذه المئذنة والمسجد الملحقة به، هو الأمير آق سنقر الناصري أحد مماليك الناصر محمد بن قلاوون، وكان مقربا من السلطان مخلصا لأسرته وتولى عدة مناصب مهمة مثل نيابة طرابلس الشام وزوجه السلطان إحدى بناته. وبعد وفاة السلطان خدم آق سنقر ابنه الكامل شعبان، وعمل على انتقال الملك من بعده إلى المظفر حاجي ابن الناصر محمد، وأثار دوره السياسي حنق المماليك الطامعين في عرش البلاد، فقبضوا عليه وقتلوه في ربيع الآخر سنة 748هـ ''1347م'' ووري جثمانه الثرى في مسجده.
واشتهر آق سنقر بين أقرانه من أمراء المماليك بتعففه عن أموال الرعية وإجادته للخط العربي، وأشرف بنفسه على أعمال البناء في هذا الجامع مشجعا العمال على سرعة إنجازه، وشرع الأمير آق سنقر في تشييد الجامع في 16 من رمضان سنة 747هـ، وألحق به مكتبا وسبيلا وقبة ليدفن بها، وافتتح المسجد للصلاة في يوم الجمعة 3 ربيع الأول سنة 748هـ ''1347م'' ووقف عليه ضيعة من قرى حلب للصرف عليه وتعميره.

أربع ظلات للصلاة
ويتألف جامع آق سنقر من صحن أوسط، تحيط به أربع ظلات للصلاة على غرار طراز المساجد الجامعة الأولى، ويبدو أن في صحنه كانت توجد ميضأة أو فوارة للمياة، ثم هدمت وبنى الأمير طوغان الدوادار في عام 815هـ ''1412م'' فسقية مكانها، وغطاها بسقف محمول على أعمدة من الرخام، ولكن هذه الفسقية اختفت أيضا وحلت مكانها حديقة بوسط الصحن.
وتعتبر ظلة القبلة أهم ظلات الجامع وأكبرها، إذ تشتمل على رواقين كانت عقودهما محمولة على أكتاف حجرية مثمنة وسقوفها معقودة، ومازال رواق القبلة أمام المحراب، محتفظا بتصميمه الأصلى، بخلاف الرواق الثاني المشرف على الصحن، الذي استبدلت عقوده ليحل محلها سقف من الخشب وبقي طرفاه على أصلهما، وأبدلت بدعائمه عمد رخامية، وأكتاف حجرية مربعة.. وحدث نفس التعديل في الظلال الجنوبية والشمالية التي يتألف كل منها من رواق واحد، فيما بقيت الظلة الغربية محتفظة بعناصرها الأصلية إلى حد كبير.. وأجرى هذه التغييرات إبراهيم أغا مستحفظان ''مدير أمن العاصمة'' في عمارته الكبيرة بالجامع خلال عامي 1061-1062هـ ''1651-1652م''، وسجل في غير موضع من المسجد.
ولم يكتف إبراهيم أغا بترميم عمارة الجامع، بل كسا جدار القبلة على جانبي المحراب حتى السقف ببلاطات خزفية رائعة الألوان والزخارف، وهي أكبر مجموعة من بلاطات القاشاني التركي وجدت في أثر واحد بمصر، ويبدو واضحا أن هذه البلاطات صنعت في إحدى المدن التركية، بطلب من إبراهيم أغا ووفقا لأبعاد جدار القبلة، ولذلك نجد أطرها كاملة ونقوشها متماثلة، فبعضها يمثل محرابا يعلوه قنديل وكتب فيه ''يا الله يا محمد'' وبعضها يكتنفه عودا سرو وبداخله زهرية تفرعت منها فروع نباتية تحمل زهورا، والبعض الآخر يمثل زهريات مختلفة وزخارف وزهورا ملونة، ونظرا لغلبة اللون الأزرق على زخارف هذه البلاطات الخزفية، اشتهر الجامع بين زوار مصر باسم الجامع الأزرق وذهب اسم مشيده آق سنقر.
ومحراب جامع آق سنقر من المحاريب الكبيرة، وكسيت حنيته بأشرطة دقيقة من الرخام والصدف، أما طاقية المحراب فهي من الرخام المزخرف بالحفر، بشتى أنواع الزخارف النباتية الملونة البارزة وهي الأولى من نوعها في مصر.. وعلى يسار هذا المحراب لوح من الرخام مكتوب فيه ''رأى النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المحراب المبارك في ليلة السبت تاسع شهر ذي القعدة الحرام سنة ثمان وستين وثمان مئة وهو قائم يصلي.. عمر هذا الجامع الشريف إبراهيم أغا مستحفظان في تاريخ سنة 1062 هـ''.

قباب فاطمية
ويعلو المحراب قبة كبيرة لها منطقة انتقال من صف واحد من المقرنصات، على غرار القباب المملوكية المبكرة، والتي تأثرت بالقباب الفاطمية.. وبظلة القبلة تحفتان نادرتان من الرخام، أولاهما المنبر الرخامي الملون وهو يسترعى الانتباه بدرابزينه الحافل بالزخارف البارزة المؤلفة من أوراق وعناقيد العنب، ويعتبر أقدم منبر رخامي باق في مساجد مصر، ويليه منبر مدرسة السلطان حسن.. أما التحفة الثانية فهي دكة المبلغ التي تقوم على عمد رخامية رشيقة، وهي الأخرى من أقدم أمثلة دكك المبلغين الرخامية. 

أجمل واجهات عمائر المماليك:
واجهة جامع آق سنقر من أجمل الواجهات في عمائر المماليك، فبابها الرئيسي له عقد محمول على كوابيل وهي من النوادر المعمارية، وعتب الباب ملبس بمزررات رخامية خضراء وبيضاء، و على يساره قبة شيدت في هذا الموضع لمدفن رفات علاء الدين كجك السلطان المملوكي، الذي توفي قبل عام من بدء تأسيس الجامع، وذلك من قبيل الوفاء من آق سنقر لأخي زوجته، ولهذه العتبة شبابيك محلاة بمزررات رخامية ملونة ما بين خضراء وبيضاء، يعلوها شباك مستدير لبس ما حوله بالرخام الملون المزخرف يغطيها مقرنص واحد.. وعلى يمين الباب شباكان حليت أعتابهما بمزررات رخامية خضراء يغطيها مقرنص واحد ثم تنتهي الواجهة بمئذنة الجامع. وعلى يمين الداخل إلى الجامع توجد ''مقبرة'' خصصت لدفن جثمان آق سنقر في عهد إبراهيم أغا مستحفظان وذلك بعد نقلها من القبة التي كانت إلى جوار الجامع، ويستفاد من نقوشها أن الجامع كان يعرف حتى وقت إبراهيم أغا باسم جامع النور.

جامع الأقمر




جوهرة شارع المعز الفاطمية المتلألئة  منذ 900 سنة
الأقمر أي المضاء بالقمر, حيث إتجاه بنائه وحجارته البيضاء تجعله يتلألأ تحت ضوء القمر
ضمن مجموعة الأوائل في فن العمارة الإسلامية
أول واجهة لمساجد مصر تحظي بزخارف معمارية من دلايات ونقوش خطية محفورة في الحجر
  
إنه جامع صغير في القاهرة يعوض صغر حجمه بروعته المعمارية والتاريخية. يقع جامع الأقمر على مقربة من مجمع قلاوون وهو أحد المساجد الفاطمية المتبقية في القاهرة.ولقد كان هذا أول مسجد في القاهرة يكون له واجهة مزخرفة، كما أنه الأول الذي وُضع له تصميم يتناسب مع تصميم الشارع. المسجد الرائع الذي ترجع أصوله إلى عام 1125م .ويعني اسم المسجد "المضاء بالقمر" باللغة العربية، وهو يشير إلى الطريقة التي تتلألأ بها جدرانه تحت ضوء القمر.
لم يخطر على بال جوهر الصقلي عندما أرسل المعز لدين الله إلي مصر لضمها للخلافة الفاطمية، أن المدينة التي بناها سوف تتسع لتحتوي عواصم  مصر القديمة بابليون، الفسطاط، القطائع، العسكر، في مدينة واحدة أطلق عليها في بادئ الأمر مدينة المنصورية نسبة إلي الخليفة المنصور والد المعز، ,والتي أصبحت فيما بعد القاهرة منذ رمضان 362 هـ الموافق يونيو 972م .شارع المعز لدين الله الفاطمى الذي يربط بين باب الفتوح وباب زويلة، وهو شارع متعرج، عربي الشكل والمضمون، كان عصب القاهرة وشريانها الرئيسي، وفيه منابع الحياة في مصر.

هنا عندما تسير في شارع “المعز”، يأخذك الشارع  في زيارة إلي أزمنة أخرى، فهو أشبه بآلة الزمن، حيث يتراآى لك وكأنك تسمع سنابك خيل جوهر الصقلى عندما أتي الى مصر غازيا.. أو تري نفسك في استقبال الخليفة المعز لدين الله وهو يفتتح مدينته الجديدة، وتشاهد الحاكم بأمر الله وهو يتفقد رعيته ليلا على حماره، وبدر الدين الجمالي قائد الجيوش وهو يعيد بناء سور القاهرة من جديد.. وصلاح الدين الأيوبي ينشئ المدارس ويحي المذهب السني، وقنصوة الغوري يمارس هوايته في بناء المباني ذات الزخارف والنقوش البديعة، والمؤيد شيخ وهو يهدم سجنه القديم لبناء مسجد من أروع مساجد العصر المملوكي، وتبكى لرؤيتك رأس طومان باي المعلقة على باب زويلة، إنه شارع المعز لدين الله الفاطمي.
   
في عام 440 هجريا / 1048 ميلاديا زار القاهرة الرحالة والشاعر والفيلسوف الفارسي ناصر خسرو وسجل في إعجاب ما رآه وشاهده في القاهرة الفاطمية وما حوته من بساتين وقصور ومساجدها الجامعة الخمسة عشر “أما المساجد التي لا تلقي فيها خطبة الجمعة فلم يكن لها حصر”.هكذا كتب خسرو. ودارت الأيام دورتها وطوت صفحة الفاطميين ليأتي عصر الأيوبيين ومن بعدهم عبيدهم المماليك ، واندثرت مساجد الفاطميين البديعة , بيد أن ما تبقي يدل على عظمة ما شيده الفاطميون وروعة ما بنوه ودقة ورهافة ما نقشوه.. ووصف إبداع ما تركوه يحتاج إلى أسفار وأسفار من المجلدات. الآن ما تبقي من مساجد وجوامع تحكي قصة الفاطميين ينحصر في الأزهر وجامع الجيوشي والصالح طلائع والجامع الأقمر. وهو محط رحلتنا اليوم.     
مكانه شارع المعز الأثري.. مساحته صغيرة.. بيد أنه عوض صغر المساحة بروعة الواجهة التي شغفت قلوب الأثريين والعاشقين للحضارة والفن الإسلامي. الجامع الأقمر بناءه الوزير المأمون بن البطائحى بأمر من الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله أبى على منصور سنة 1125 ميلاديا. وقد سمي بالأقمر لأن حجارته البيضاء كانت تتلألأ تحت أضواء قمر القاهرة المعزية. وقد استحق الأقمر بجدارة أن يدخل موسوعة الأوائل في فن العمارة الإسلامية. فهو أول مساجد مصر الإسلامية التي صممها المهندس المصري العبقري لكي تتفق واجهتها مع تخطيط الشارع التي تطل عليه.. يقع الأقمر على ناصيتي شارعين في ركن يشغل زاوية حادة..ولهذا كان تخطيطه ينحصر في مستطيل غير منتظم الأضلاع من الخارج..لكن حدوده الداخلية جاءت لترسم مستطيلا منتظم الأضلاع طوله 28 مترا وعرضه 17.5 مترا.. ونجح المهندس المصري في ذلك بحيلة هندسية جميلة.. وذلك بإحداث ازورار في الواجهة لتناسب اتجاه الشارع..

الواجهة ونقوشها..
الواجهة تأبي إلا أن تسجل نفسها كأول واجهة لمساجد مصر تحظي بزخارف معمارية من دلايات ونقوش خطية ونباتية محفورة في الحجر. ظاهرة الشموس التي تزين واجهة جامع الأقمر جذبت انتباه الدكتور أحمد فكري أستاذ الحضارة الإسلامية في كتابه “مساجد القاهرة وآثارها” ؛ والذي سطره عام 1965، فكتب يقول.. الظاهرة الأولي للزخرفة في واجهة مسجد الأقمروالتي تتزين وحدها بسبعة أشال لشموس مختلفة الأحجام هي الإشعاعات من مركز يمثل الشمس.. وكأنما أريد بهذه الشموس المضيئة أن تعبر عن قوله تعالي ” جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً “...
وشكل الدائرة له معني في الفن الإسلامي كما يخبرنا الأديب المبدع جمال الغيطاني..فالدائرة هي الشكل الأتم لدي القدماء..فالوجود كله في حركة دوران دائمة..وكل شيء يدور حول المركز ..القمر يدور حول الأرض..والأرض حول نفسها ؛ مرة كل 24 ساعة وحول الشمس كل 365 يوما..وكل كواكب المجموعة الشمسية تسبح دائرة حول الشمس..والشمس حول مجرة درب التبانة..والمجرة حول مركز الكون...” كل في فلك يسبحون”.

جامع الحاكم بأمر الله



جوهرة إسلامية عمرها أكثر من 1000عام وأول متحف إسلامي
أكبر صحن مسجد في مصر الفاطمية
الجامعة الرابعة فى مصر بعد جامع عمرو بن العاص وبن طولون والأزهر.
تم بناؤه عندما عجزالجامع الأزهر على إستيعاب كم المصليين

فى ظهيرة يوم الجمعة (5 رمضان 403هـ) تجمع أهالي القاهرة لأداء صلاة الجمعة داخل أكبر صحن لمسجد تم تشييده فى مصر الفاطمية، خرج أبناء مصر بعيدًا عن سور القاهرة الكبير لأول مرة فى التاريخ لمشاهدة أكبر صرح إسلامي أطلقوا عليه ”جامع الحاكم بأمر الله “
تتميز هذه التحفة العتيقة عن سائر الآثار الإسلامية في مصر بتصميمه الراقي والفن المعماري العتيق وهدوءه الخـاص، وتفرده بكونه تأثر بكافة الأحداث التاريخية التي مرت عليه بشكل استثنائي رسمت معها منحنى من الصعود والهبوط، بداية بدولة الفاطميين مرورًا بالمماليك والعباسيين حتى عصر الجمهورية!

تاريخه الدرامي: 
يرجع تاريخ الجامع إلى أواخر القرن التاسع الميلادي، الثالث الهجري (379 هـ – 989 م) حينما أمر الخليفة الفاطمي الخامس “العزيز بالله” ببناء مسجد كبير خارج سور القاهرة في ذلك الوقت نظرًا لعدم استطاعة الجامع الأزهر استيعاب الكم الهائل من المصلين إلى جانب عدم قدرته على إقامة مراسم الخلفاء، أثناء فترة بنائه توفي الخليفة وتوقفت أعمال البناء حتى أمر الخليفة الجديد “الحاكم بأمر الله” ابن الخليفة الراحل بتكملة البناء حتى انتهى عام (402هـ- 1012م) ولهذا سُمّي مسجد الحاكم بأمر الله نسبة إليه.

بناء المسجد: 
وُضِع حجر الأساس عام (380 هـ – 990 م) واستمر العمل بالجامع حوالي أربعة عشر عامًا كانت تحتوي على الكثير من الأحداث، بدايةً بوفاة الخليفة العزيز بالله في أوائل عام (381هـ / 991م)، وبالتالي توّقف جميع الأعمال التى أمر بإقامتها كما ذكرنا، لكن استكمل البناء بعدها بأيام قليلة على يد “الحاكم بأمر الله” الذي تولى الخلافة بعد أبيه، وتم الانتهاء من الجامع عام (393 هـ–1002 م)، لكن بعد ذلك قرر بناء قاعدتي المئذنة للتدعيم وزيادة جمالية وفخامة الجامع، لينتهى تمامًا عام (402 هـ- 1012 م)، وصُليت فيه أول جمعة في الخامس من رمضان سنة 403هـ / 20 مارس 1013م.
مكانته داخل الدولة الفاطمية: مرّ على الجامع الكثير من الأحداث التي غيّرت من وضعه داخل أروقة الدولة الفاطمية، بدايتها كانت مع تعليمات من الخليفة “الحاكم بأمر الله” بإقرار التدريس في الجامع، والسماح لعلماء الأزهر بالتدريس واللتحاق به، وبذلك القرار أصبح ” الجامعة الرابعة فى مصر” بعد جامع عمرو بن العاص وجامع أحمد بن طولون وجامع الأزهر. آخر التغيّرات كانت تلازمًا مع تجديد الخليفة “المستنصر” لسور القاهرة الشمالي وضم الجامع داخله، وبالتالي أصبح جزء هام داخل قاهرة المعز.

أحداث غيرت الكثير من معالمهعندما قام المستنصر بتجديد سور القاهرة الشمالي، وأدخل الجامع داخل الأسوار، قام بتجديد بعض أجزاء المئذنة الشمالية ليتناسب مع النسق المعماري لسور القاهرة, نتيجة حدوث زلزال قوى عام (702هـ -1312م ) مما أدى إلى تصدع الكثير من أجزاء الجامع وسقوط أجزاء من المئذنة، فأمر “ركن الدين بيبرس” بعمل الإصلاحات اللازمة, وفي عهد الخلافة العباسية قام “الناصر حسن بن محمد بن قلاون” بتجديد للمسجد وتم كسو أرضية الجامع بالرخام, وفي أوائل القرن الثالث عشر قام نقيب الأشراف “السيد عمر مكرم” بتجديد بعض أجزاء المسجد وكسا القبلة بالرخام، كما أضاف بجوارها منبرًا ومحرابًا، وكانت هذه آخر فترة الاهتمام بالجامع الحاكم. وفي أواخر القرن الثامن عشر تحول المكان إلى مخزن ومتحف إسلامي للحفاظ على التراث العربي الإسلامي من الوفود الأوربية “الســارقة” في ذلك الوقت، وأطلق عليه اسم “دار الآثار العربية” كأول متحف إسلامي من نوعه، لكن في أوائل القرن التاسع عشر نُقلت التحف إلى مبنى جديد بباب الخلق سُمي “متحف الفن الإسلامي” كأكبر متحف إسلامي فى العالم

جامع السلطان الغوري
( 909هـ) - ( 1503م).




أحد عناصر المجموعة الأثرية التي أنشأها الملك الأشرف قنصوة الغورى
آخر الآثار التي بنيت فى مصر خلال عصر المماليك قبل الفتح العثماني لمصر .
أنشأ الغورى كثيرا من المباني الدينية والخيرية وقام بترميم وإصلاح القديم منها 

الموقع
يقع هذا المسجد عند تلاقى شارع المعز لدين الله بشارع الأزهر وهو أحد عناصر المجموعة الأثرية التي أنشأها الملك الأشرف قنصوة الغورى وتتكون من وكالة وحمام ومنزل ومقعد وسيبل وكتاب ومدرسة وقبة ومسجد, وتعتبر هذه المباني آخر الآثار التي بنيت فى مصر وذلك فى خلال عصر المماليك قبل الفتح العثماني لمصر .
ولد السلطان الأشرف أبو النصر قنصوه الغورى الشركسي سنة 850 هـ - 1446 م ونودي به ملكا على مصر سنة 906 هـ / 1501 م . وعرف عن الغورى شغفة وحبه الكبير للعمارة فأنشأ كثيرا من المباني الدينية والخيرية وقام بترميم وإصلاح وتجديد كثير من الآثار التي شيدها أسلافة . واستمر الغورى فى الحكم حتى قتل سنة 922 هـ / 1516 فى معركة مرج دابق .  

يقع مسجد السلطان الملك الأشرف قنصوه الغوري بمنطقة الغورية (تقاطع شارعي الأزهر و المعز) بالقاهرة أحد أشهر معالم القاهرة التاريخية. أسسه السلطان قنصوه الغوري سنة 1504م.

يتكون من صحن مكشوف مربع تقريباً ضلعه 11 متراً تتعامد عليه الإيوانات من جهاته الأربع، ويحيط بدائر الصحن من أعلى شريط كتابي ثم أربعة صفوف من الدلايات الخشبية المموهة بالذهب. والإيوان الشرقي هو إيوان القبلة و فيه المحراب و المنبر . 
الواجهة الشرقية للمسجد ضلعه الشرقي، وبها المدخل الرئيس الذي يصعد إليه بسلم مزدوج ، و يتوج المدخل عقد مدائني ذو ثلاثة فصوص تملؤه سبعة صفوف من الدلايات البديعة. و يؤدي المدخل إلي ردهة مربعة بها بابان ، أحدهما يؤدي إلى دهليز يوصل إلى حجرة مستطيلة ، و الثاني يؤدي إلى دهليز يأخذك إلى صحن المسجد .و تقع المئذنة في الطرف الجنوبي الشرقي للمسجد، و هي من أروع وأجمل مئاذن القاهرة، حيث أنها ضخمة مربعة البناء مثل المئاذن الأندلسية، تتكون من ثلاثة أدوار، تنتهي بملحمة فنية بديعة، حيث يعلو الدور الثالث مربع يحمل خمسة رؤوس كمثرية الشكل تحمل كل منها هلالاً نحاسياً.

الجامع المعلق



رابع جوامع مصر العثمانية
مدرسة تعاون الأزهر فى رسالته العلمية ودار للفتوى
يتبع تخطيطه نمط المساجد العثمانية التى تعتمد على القبة المركزية

على بعد خطوات من الجامع الازهر فى ميدان الحسين يقع مسجد محمد بك ابو الدهب,ويعتبر رابع مسجد فى مصر وضع تصميمه على طراز المساجد العثمانية فى اسطنبول. وهذه المساجد أولها مسجد سليمان باشا بالقلعة وثانيها مسجد سنان باشا ببولاق وثالثها مسجد الملكة صفية بالداودية, وملحق بالمسجد تكية لمتصوفى الاتراك وسبيل للسقاية وحوض لشرب الدواب وبالمسجد ثمانية نوافذ نحاسية ومنبر خشبى مزخرف بالصدف ,وخارج المقصورة انشأ ابو الدهب لنفسه قبرا يدفن به, ويلاحظ ان المسجد كانت تغلب عليه الزخارف المذهبه مما جعل صاحبه يستحق عن جداره ان يلقب بـ” ابى الذهب “.
ويعد مسجد ابو الذهب من المساجد المعلقة أى التى بنيت مرتفعة عن مستوى الطريق وفتح بأسفل واجهاتها دكاكين.و للمسجد واجهتان إحداهما تشرف على ميدان الأزهر ويتوسطها المدخل الرئيس ويصعد إليه بسلم مزدوج والثانية تقابل الجامع الأزهر وبنهايتها مدخل آخر يشبه المدخل الرئيس. وقد بنى هذا المسجد على نسق مسجد سنان باشا ببولاق من حيث التخطيط والطراز فيما عدا فروقا بسيطة,وتصميمه فيه جمال لا تخطئه العين ,فأما المئذنه فهى مصرية الطراز رغم ان تصميم الجامع عثمانى الطراز , وهى مئذنه كبيرة الحجم مبنية بالحجر مكونة من ثلاثة طوابق , تنتهي بخمسة رءوس وهي شديدة الشبه بمئذنة جامع قنصوة الغوري.
وكان الشروع فى إنشائه سنة ( 1187هـ ـ 1773م ) والفراغ منه سنة ( 1188هـ ـ1774م ) وقد أنشئ ليكون مدرسة تعاون الأزهر فى رسالته العلمية واختير للتدريس فيه أجلة العلماء أمثال الشيخ “” على الصعيدى , الشيخ أحمد الدردير , الشيخ محمد الأمير , الشيخ الكفراوى وغيرهم الكثيرون”" ؛ وخصص وقتا ومكانا بالمسجد للأفتاء , فقرر الشيخ أحمد الدردير مفتيا للمالكية , الشيخ عبد الرحمن العريشى مفتيا للحنفية , الشيخ حسن الكفراوى مفتيا للشافعية.
ألحق بالمسجد مكتبة تضم نحو 650 كتابا فى شتى الفنون أهتم بتكوينها وأشترى لها مكتبة العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن شاهين الراشدى الذى كان خطيبا للمسجد , وبلغ من أهتمامه بها أن سعى لتزويدها بالمؤلفات القيمة,ولقد احتفل بأفتتاحه بصلاة الجمعة فى شهر شعبان سنة ( 1188هـ ـ 1774م ) وألحق بالمسجد تكية لمتصوفى الأتراك , وسبيلا وحوضا لشرب الدواب , وهذه الملحقات تشغل الوجهة القبلية , وقد جددت وزارة الأوقاف التكية وخصصتها لإقامة طلبة العلم من الأتراك. وأقيم المسجد على قسم كبير من أرض خان الزراكشة , الذى اشتراه أبو الذهب وترك مدخله الملاصق للوجهة البحرية عند نهايتها الغربية , ثم أنشأ المسجد على باقى مساحته وأسفل وجهتيه الشرقية والبحرية حوانيت ، وكان أمام الباب البحرى سلم مزدوج من الرخام الملون ؛ وأمام الباب الشرقى سلم مستدير , وكلاهما استبدل به غيره , وهما يؤديان إلى طرقة مكشوفة تحيط بالمسجد من جهات ثلاث.
يتبع المسجد فى تخطيطه العام نمط المساجد العثمانية التى تعتمد على القبة المركزية كمركزا للتخطيط اذ يتكون المسجد من قبة مركزية ضخمة تغطى بيت الصلاة ويحيط بها من الخارج رواق يحيط بالقبة من ثلاث جهات وهو ما يذكرنا بالمساجد العثمانية مثل مسجد لارا جلبى بادرنة والجامع الخزفى باسكدار باستانبول,وقد بنى هذا المسجد على نسق مسجد سنان باشا ببولاق من حيث التخطيط والطراز فيما عدا فروقا بسيطة، وهو مربع الشكل طول ضلعه 15 مترا , وفى نهاية الرواق البحرى على يسار الداخل من الباب الرئيسى مقصورة من النحاس المصنوع بتصميم جميل بها قبر ” محمد بك ابو الدهب ” وجدرانه مكسوة بالقيشانى المزخرف، ويجاور هذه المقصورة مقصورة أخرى بها خزانة الكتب. وبالركن القبلى الغربى تقوم منارة شاهقة بنيت مربعة، لها دورتان وتنتهى من أعلى بخمسة رءوس على شكل زلع.

المصدر بتصرف
مصر التي في خاطري- م/ محمد صفوت

ليست هناك تعليقات: