Seifwedeif

Seifwedeif
Vision to close the gap between two different generations at life by putting their concerns and needs and making a useful discussion to continue communication between them

مشاركة مميزة

مصر...اللى ممكن متعرفهاش- محميات مصر- الجزء الأول

محمية ابو جالوم محمية طبيعية في "1992" وتتميز هذه المنطقة بطبوغرافية خاصة ونظام بيئي متكامل تنفرد بنظام كهفي تحت الماء و...

الخميس، 6 أكتوبر 2016

الله يبتلي ليهذب لا ليعذب


الله يبتلي ليهذب لا ليعذب
 
قال الله تعالى :
{ إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ
 فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ
 وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }
[ آل عمران : 153 ]
 هل تخيلتم يوما ما أن " الغم " مثوبة ، الغم أجر ،
لم يقل  فأصابكم .. بل { فَأَثَابَكُمْ  }
 أيها المهموم ويا صاحب الغموم ،
 افهم عن الله تعالى ، إنه يبتلي ليهذب لا ليعذب ،
 إنَّ كل ما يصيبك من نكد هذه الحياة لكي تعلق قلبك بالله وحده ،
 فلا تفرح بموجود ولا تحزن على مفقود .
قال الله تعالى :
{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ
وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ  }
[ آل عمران : 24 ]
 الشيطان من أسمائه  الغَرور
{ وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ }
[ لقمان : 33 ]
 ومن أخطر طرائق الشيطان أن يغرر الإنسان بالدين ،
 فتجد الواحد مغرورا بالتزامه لبعض الشرع ، مغرورا بفهمه الخاص للدين ،
 مغرورا بظاهر لا وزن له في قلبه ، مغرورا بكلمات يحفظها ويتشدق بها ،
 مغرورا يشعر أنه من  النخبة او من  الصفوة او أنه من  الخاصة
لذلك لسان المغرور يقول :
{ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۖ  }
[ آل عمران : 24 ]
 أفيقوا ... وتخلصوا من داء الغرور القاتل ، فلا تنس ذنوبك ،
 ولا تنس ماضيك
 لذلك قال الله لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم :
 { وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا
تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ
 كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ  }
[ النساء : 94 ]
 لا تحكموا على الناس ، ولا تغتروا بأنفسكم ، وتذروا عيوبكم
لتذلوا لله تعالى ، واعرفوا أن النعمة من الله ليس لكم فيها من شيء ،
بل محض فضله سبحانه
اليوم ارفع شعار  لا للغرور  .
استشعروا خطر الواقع فاستدفعوا النقم بالبكاء والتضرع
{ وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ
لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ }
[ الأعراف : 94 ]
 عليكم بالدعاء مع احتراق القلب ، تباكوا حتى تلين القلوب بالبكاء ،
 ابتعدوا عن مفسدات القلوب .
{ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ
 فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ }
[ البقرة : 36 ]
 هذه كلمة ? 
 { إِلَى حِينٍ }
 إذا فهمها الإنسان ترتعد مفاصِلُه ،
  { إِلَى حِينٍ }
 عدة سنوات ، اعمل ما شئت لا بد من الموت ، إذا شيَّع الواحد جنازة ،
 ووقف على القبر ، وضع هذا الميت في القبر ،
هذه الحادثة الرهيبة كلنا سوف نصل إليها ، كلنا ،
مهما كان حجمك المالي ،
 مهما كان بيتك فخماً ،
مهما كان لك هيمنة على الناس ،
مهما كان لك أذواق رفيعة جداً في الاستمتاع ،
 مهما كنت أنيقاً عندك أذواق عالية ،
مهما كان رصيدك كبيراً ،
هذه اللحظة لا بد منها ،
 لذلك العاقل هو الذي يعد لهذه اللحظة التي لا بد منها عدتها .
{ وَقُلْنَا اهْبِطُوا  }
[ البقرة : 36 ]
 انتهت الآن الحالة المريحة ، انتهى الدرس ، اهبطوا ،
 مثل تقريبي :
 عندك طلاب أريتهم مزرعة جميلة ، تجعلهم يسبحون ،
 تطعمهم أكلاً لذيذاً ، تجدهم يحبونها ، الآن الذهاب إلى المزرعة للعمل
 والاجتهاد ، أول مرة يهمك أن تجعلهم يطمعون ، تريهم ما هي الجنة ،
فهذه يسمونها تربية عالية جداً ، هذه الجنة ، وأنتم مخلوقون لهذه الجنة ،
 الآن اهبطوا منها ، الآن الجنة بالعمل فاعملوا واشتغلوا ،
 أعطاك نموذجاً عالياً جداً .
{ فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }
[ البقرة : 37 ]
أيها الأخوة ، فرقٌ كبير بين معصية إبليس وبين معصية آدم ،
 معصية إبليس ردٌ لأمر الله ، معصية إبليس استكبارٌ عن طاعة الله ،
 معصية إبليس تنطلق من الكِبر ، وهذه في سُلَّمِ المعاصي تقع في أعلى درجة ،
 فأشد المعاصي إثماً وعقاباً وبعداً أن يَسْتَنْكِفَ الإنسان أن يطيع الله كبراً ،
 أما الذي يعصيه غَلَبَةً فهذا توبته سريعة ،
 إلا أن العلماء يقولون :
 [ إن الأنبياء معصومون ، ومعصية آدم ليست معصيةً بالمعنى الدقيق ،
 لأن الله سبحانه وتعالى أراد من الذي حصل لآدم أن يكون درساً
 بليغاً له ولذرِّيَتِه من بعده . ]
{ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }
[ البقرة : 37 ]
 الله عزَّ وجل توَّاب ، ومعنى توَّاب صيغة مبالغة ،
 وصِيَغ المبالغة مع أسماء الله الحسنى تعني أنه يتوب على الإنسان
 من أكبر ذنبٍ اقترفه ، ويتوب عليه من آلاف الذنوب ،
 فهنا مبالغة كَماً ونوعاً ، مهما كان الذنب في نظرك كبيراً
يتوب الله عزَّ وجل عليك منه ، أي ذنبٍ مهما بدا لك كبيراً .
تفسير الدكتور محمد راتب النابلسي   

ليست هناك تعليقات: