Seifwedeif

Seifwedeif
Vision to close the gap between two different generations at life by putting their concerns and needs and making a useful discussion to continue communication between them

مشاركة مميزة

مصر...اللى ممكن متعرفهاش- محميات مصر- الجزء الأول

محمية ابو جالوم محمية طبيعية في "1992" وتتميز هذه المنطقة بطبوغرافية خاصة ونظام بيئي متكامل تنفرد بنظام كهفي تحت الماء و...

السبت، 15 أكتوبر 2016

ملخص كتاب تاريخ العلاقات الخارجية لجمهورية الصين الشعبية- جون جارفر- 2016

عرض/محمد ثابت


يستكشف هذا الكتاب العلاقات الخارجية لجمهورية الصين الشعبية منذ عام 1949 وحتى عام 2014، حيث يمثل ثمرة لأكثر من عشر سنوات من الدراسة والكتابة والتحليل بشكل موسوعي. ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أجزاء تضم 28 فصلا، تستعرض تاريخ وتطور السياسات الصينية التي أثرت على علاقاتها بالعالم الخارجي.

تحول اقتصادي لا سياسي
في البداية يؤكد المؤلف أن الصين اعتمدت في 1949 النموذج السياسي والاقتصادي للاتحاد السوفياتي، والمختل بشدة، وظلت لثلاثين عاما تحاول إنجاح هذا النموذج مما أثر على علاقاتها الخارجية منذ ذلك الحين. وبحلول عام 1978 تخلى القادة الصينيون طواعية عن ذلك النموذج، وخلال العقود الثلاثة التالية نجحت الصين في التحول من الاقتصاد المخطط مركزيا إلى اقتصاد السوق المعولم، ورفع مئات الملايين من الشعب الصيني من الفقر إلى الطبقة الوسطى المزدهرة، وتحولت الصين إلى واحدة من الاقتصاديات الرائدة على مستوى العالم.

وبالرغم من تحرر الناس؛ فإن التحول الاقتصادي وما واكبه من رخاء لم يحول القادة الصينيين عن الشيوعية. يقول المؤلف عن المظالم اليومية التي كانت جزءا لا يتجزء من سعي ماوتسي تونج نحو المدينة الفاضلة: لا يزال الشق السياسي للصين شموليا ولا يزال الحزب الشيوعي مسيطرا ولا يتسامح بالكامل مع أي نشاط سياسي مستقل؛ ودائما ما يعلم الناشطون الصينيون أن لصبر الحزب حدودا لا يجب تخطيها.
-العنوان: تاريخ العلاقات الخارجية لجمهورية الصين الشعبية
-
المؤلف: جون جارفر 
-الناشر: مطابع جامعة أكسفورد
-عدد الصفحات : 888 صفحة
تاريخ النشر: 2016
صياغة الدولة الثورية
في الجزء الأول يناقش المؤلف كيف صيغت الدولة الثورية؛ من الالتحاق بالمعسكر الاشتراكي وقرار التحالف مع الاتحاد السوفياتي ضد الولايات المتحدة؛ القرار الذي أدى في الحقيقة إلى نشر صراع الحرب الباردة إلى شرق آسيا كما أثر بشكل دراماتيكي على علاقات الصين الخارجية وموقف العالم منها.

كانت هناك الحرب في كوريا والهند الصينية، والتي بدأت باجتياح كوريا الشمالية لكوريا الجنوبية في يونيو/حزيران 1950 وحتى التوصل لوقف لإطلاق النار في يوليو/تموز 1953 الذي وقعت عليه الصين والولايات المتحدة والكوريتان. أسفرت الحرب عن تحول الحزب الشيوعي الصيني إلى العدو الأول لأميركا، وإلى هدف لسياسات الاحتواء والتدخل عسكريا في الحروب حول الصين وحصارها سياسيا واقتصاديا.

يموت ستالين وتنقسم القيادة السوفياتية، في تزامن مع وصول أيزنهاور للبيت الأبيض وتهديده باستخدام السلاح النووي ضد الشيوعيين إذا لم يتعقّلوا. ثم يأتي عصر مؤتمر "باندونغ" والسعي إلى تخفيف التوتر العالمي، بالرغم من بقاء الحروب والتطويق. في الأيام الأولى لنظام "ماو" كان الهاجس الأكبر له ولقادة الحزب وقتها هو نجاة الصين من مواجهة التهديد الأميركي. ثم توصلوا لاحقا إلى أن النموذج السوفياتي بعد موت ستالين أصبح يشكل تهديدا لبرنامجهم الثوري فبدأوا في الانفصال عن نظام خروتشوف.

يقع الانشقاق السوفياتي الصيني والتسابق نحو الشيوعية ومكانة القوة العظمى، يبدأ الصراع الهندي الصيني والمواجهة بسبب النزاع على الحدود وإقليم التبت، ويفشل التحالف الصيني السوفياتي بعد رفض الأخير دعم الصين ضد الهند، وإلغائه اتفاقية التعاون النووي الموقعة 1957 بين الصين والسوفيات، ويتم إحياء الزخم الثوري 1962-1965، ثم يبدأ السعي الصيني الثوري لتحويل جنوب شرق آسيا للشيوعية، حيث كان الحزب الشيوعي الصيني خلال حكم ماو يدعم ويشجع الحركات الشيوعية عبر المنطقة.

ثم تدخل الصين تاليا في مواجهة الولايات المتحدة الأميركية في فيتنام والحرب بالوكالة، وكانت تلك الحرب من العوامل المؤثرة بشدة في علاقات الصين بالولايات المتحدة وحلفائها طوال فترة الحرب، ثم الثورة الثقافية 1966-1969. 

يموت ماوتسي دونغ في 9 سبتمبر/أيلول 1976 تاركا الصين في موقف عصيب، فلم تسفر الثورة الثقافية والعمالية إلا عن جعل البلاد أكثر فقرا وضعفا وأشد عزلة عما كانت عليه في الستينات.. لقد أغلقت الكثير من المدارس، كما أن جيلا كاملا من الشباب لم يستطع الحصول على أي تعليم.

الانفتاح على العالم
يتناول الجزء الثاني من الكتاب فترة تنظيم الحكومة 1978 - 1989، ويستعرض الانفتاح على العالم الخارجي بعد انتهاج القيادة الصينية الجديدة منهج البراغماتية، وتأكيد السعي نحو التنمية الاقتصادية والإعلان عن قرارات وخطوات سياسية كبيرة، وبعد الحرب الصينية الفيتنامية التي اندلعت بعد أن تدهورت العلاقات بين البلدين من منتصف سبعينيات القرن العشرين عقب انضمام فيتنام "للمجلس السوفياتي للتعاون الاقتصادي المتبادل" (كوميكون)، ووقعت معاهدة الصداقة والتعاون مع الاتحاد السوفياتي في 1978. 
وصنفت الصين فيتنام على أنها كوبا الشرق وأسمت المعاهدة بالتحالف العسكري بين السوفيات وفيتنام، وتصاعد الأمر باجتياح فيتنام لكمبوديا، واعتبرت الصين ذلك من توابع التقارب الفيتنامي السوفياتي، ثم وقعت الحرب القصيرة بين الصين وفيتنام كدرس للأخيرة حتى تعلم أن الدعم والحماية السوفياتية ما هي إلا خدعة.

في ظل تلك التطورات أصبح هناك ما يمكن تسميته بالمثلث الإستراتيجي (الصين، أميركا، السوفيات)، حيث يستعرض المؤلف رؤية السوفيات والأميركيين لدور الصين سلبا أو إيجابا وخوف كل دولة من اصطفافها مع الأخرى، ورؤية القادة الصينيين أنفسهم لدورهم وكيف يمكن استغلال مخاوف القوتين العظميين، ورؤية "دينغ زياوبنغ" لما أسماه بالتحديثات الأربعة، وتيقنه من أن تقدم الصين لن يكون عن طريق السوفيات أو دول أوروبا الشرقية؛ ولكن مع الغرب الذي تقوده أميركا، ثم سعي الصين لتخفيف التوتر والتطبيع مع القوى الآسيوية (الاتحاد السوفياتي والهند وإيران واليابان) فبحسابات المصالح؛ توجد للصين مع كل من هذه الدول مصلحة ترجوها ولكن الهدف الملح الآن هو تخفيف التوتر الذي سيسهل انتقال الموارد الاقتصادية من الصين وإليها.

تطويق الدولة اللينينية
في الجزء الثالث تبدأ نقطة تحول كبيرة -يقول المؤلف- في علاقات الصين مع الدول الرأسمالية المتقدمة؛ فبحلول عام 1989 وقعت أحداث الميدان السماوي وكان من توابع ذلك سقوط القتلى في عدة أحداث هزت الصين والعالم، وفرضت تغييرات حتى داخل الحزب الشيوعي نفسه. وبعد انتهاج الحزب لدبلوماسية السيطرة على الأضرار، تتعمق الأزمة بانهيار الشيوعية في أوروبا الشرقية ويفشل الحزب الشيوعي الصيني في الدفاع عن الاشتراكية في شرق أوروبا.

مرة أخرى تتغير العلاقات الصينية جذريا مع القوى الرأسمالية، ويصبح الهدف هو الحفاظ على استقرار النظام في عالم هُجرت فيه الشيوعية وتخلى عنها مريدوها.

بنهاية الحرب الباردة وظهور حالة الاستقطاب الأحادي الأميركي في ظل نظام دولي أصبح غير متوازن؛ فقدت الصين أهميتها الإستراتيجية للولايات المتحدة بعد غياب الاتحاد السوفياتي وهي الحالة التي نشأت كما يقرر المؤلف منذ 1972.

في عام 1990 دخل عامل جديد في الحسابات الدبلوماسية الصينية وهو توفير الطاقة البترولية، فمع انفتاح الصين على العالم وتغيير سياستها الاقتصادية ازداد احتياجها للبترول بسرعة كبيرة مما جذب اهتمامها للخليج العربي حيث الإنتاج الكبير للبترول، وأيضا حيث الحروب والوجود الأميركي الكبير في تلك المنطقة، ولذا أصبح الخليج العربي ساحة رئيسية للتفاعل بين الصين وأميركا في عصر ما بعد الحرب الباردة.
استعادت الصين سيطرتها على هونغ كونغ في عام 1997 بعد تسعة وتسعين عاما من الحكم البريطاني، وكان ذلك الانتقال الهادئ للسيادة من النجاحات الرئيسية للدبلوماسية الصينية، عندما طرحت سياسة بلد واحد ونظامين اقتصاديين التي طمأنت الجانب البريطاني وقاطني هونغ كونغ وسهلت الانتقال السلس للسلطة.

المواجهة العسكرية مع الولايات المتحدة حول تايوان كانت من الهواجس الحادة لدى الحزب الشيوعي الصيني، فلم تكن الصين ستسمح بهزيمتها أمام أميركا لذلك اتجهت لتطوير إمكاناتها العسكرية لتتماشى مع القدرات الأميركية وإعطاء القوات الصينية القدرة على منع وصول الأميركيين لحين التمكن من فرض السيطرة على تايوان.

لكن في نفس الوقت ثار جدل داخلي في الصين أدى إلى تقلبات في الدبلوماسية الصينية، حول الاستجابة لتهديدات الولايات المتحدة، فالنجاح الذي حققته التنمية الاقتصادية فرض على قيادة الحزب ضرورة الاستمرار في التنمية، وهناك بضائع أميركية لازمة لذلك الاستمرار، ولو وقع صدام مع الولايات المتحدة فستمنع واشنطن مرور تلك البضائع للصين، ويمكن أن تمنع مرور الصين للأسواق الخارجية كما أن الفرص الاستثمارية التي فتحت في العراق والكويت تتحكم بها الولايات المتحدة، ويضاف لذلك تأثير الولايات المتحدة على حلفائها وما يعنيه كل ذلك من ضرورة امتناع الصين عن تبني أي سياسات عدائية ضد واشنطن، وأن تسعى للشراكة والصداقة مع أميركا، وهي السياسة التي ساعدت على بزوغ الصين كقوة اقتصادية عالمية.

تطمين وعدم استثارة جيران الصين وعلى رأسهم الهند واليابان كان أيضا من العوامل المهمة لتنفيذ سعي الصين نحو الارتقاء كقوة عظمى؛ فبالرغم من تاريخ العداء بين البلدين؛ فإن مصالح الصين مع اليابان مشابهة لمصالحها مع الولايات المتحدة، ويضاف لذلك تأثير اليابان في شرق آسيا، وأيضا تطمين الهند التي تتشابه مع اليابان في تاريخ العداء مع الصين لكن سقوط الاتحاد السوفياتي، الداعم الرئيسي للهند ضد الصين، وبقاء الولايات المتحدة كقطب وحيد مثل صدمة للهند وأثار مخاوفها، وعلى الطرف الآخر زادت انتفاضات 1989-1991 من رغبة الصين في إنشاء روابط صداقة مع الهند حتى لا تسبب لها مشاكل هي في غنى عنها.

في الفصل الأخير من الكتاب يناقش المؤلف السعي الصيني للحداثة وإشكاليات النماذج التي يُسوقها التاريخ للدول التي ازدادت قوتها، وتصاعدت مكانتها عالميا ثم تحولت لتهديد للعالم بأجمعه كما حدث في ألمانيا من قبل، وكيف يرى العالمُ الصينَ ماردا محتجزا في إناء سحري، لو خرج منه فلن يعيده إليه أحد، ولن يسيطر عليه أحد.

المصدر : الجزيرة

ليست هناك تعليقات: