كتبت حياة حنا:
لاشك أن الأولاد يمثلون جزءاً كبيراً من كيان والديهم وان لم يمثلوا كل كيانهم وحياتهم واهتمامهم فعلى الأقل هم يشكلون ما يمكن أن نقوله «فلذة أكبادهم» وهذا ما يجعل الآباء والأمهات مرتبطين بأولادهم ارتباطاً شديداً يصعب معه الانفصال. ومع أن الأم تقوم بالفطام الجسدي عن رضاعة أولادها إلا إنها لا تقوم بهذا الفطام النفسي الذي قد يستمر إلى أوقات تمتد إلى ما بعد النضج. ومع شدة الارتباط من جانب الأهل قد يحدث تجاوب مع هذا الارتباط وقد يحدث رغبة في الانسلاخ للتدرب على الاستقلال وهناك أيضاًً حنين في الأبناء للارتباط بأهلهم قد يستخدم هذا الارتباط استخداماً حسناً وقد يساء استخدامه وذلك حين يرتبط الأبناء بأهلهم في وقت يجب أن يستقلوا عنهم كالارتباط بعد الزواج أو الاستقلال دون الإعداد له مثل تغرب أحد الشبان أو الشابات في جامعة بعيدة دون أن يكون قد أُعد نفسياً لمثل هذا الاستقلال. وبين تطرف الغرب الزائد نحو الاستقلال والانسلاخ نجد تطرف الشرق الزائد نحو الارتباط حتى بعد النضج ومحاولة الضغط على الأبناء في اختيار نوع الدراسة والوظيفة وأحيانا اختيار شريك الحياة. فما هي أسباب متاعب الأبناء والأهل؟
1-السلطة والديكتاتورية:
أحياناً يتعامل الأهل مع أبنائهم باستخدام السلطة وأسلوب الأمر والنهي والتهديد وقد يصل أحياناً إلى الضرب وقد يستخدم الأهل أسلوب التهكم والسخرية وإحباط الروح المعنوية بالشكوى الدائمة وإظهار عيوب الأولاد أمام الآخرين وهذا ما يجعل الأبناء يتعبون جداً بسبب عدم احترام شعورهم مما قد يؤدي أحياناً إلى قتل شخصية الأبناء وقد يكون سبباً في الانحراف ومن أمثلة الديكتاتورية: إرغام الابن على الدراسة في كلية دون أن يكون له أي ميل لها.
2-خبرات الأهل:
أحياناً يكون للأهل خبرات معينة تنعكس في تعاملهم مع أبنائهم فالأب الذي نشأ في بيئة محافظة جداً لا يسمح لأولاده بأن يتعاملوا معه بأسلوب آخر غير الأسلوب الذي كان يتعامل به هو مع أبيه ولذلك لا يسمح لأولاده بأن يناقشوه في أي من الأوامر التي يصدرها. والأم التي تزوجت بأسلوب معين يخيّل إليها أنه ليس من حق ابنتها أن تتزوج إلا بالطريقة نفسها التي تزوجت هي بها (الأم).
3-التدخل الزائد:
قد يتدخل الأهل في حياة الأبناء بطريقة مزعجة لدرجة أنهم لا يتركون لأولادهم حرية التصرف حتى في أصغر الأمور. فد يتدخلون في طريقة دراستهم، في اختيار أصدقائهم وملابسهم دون أن يعوّدوا أولادهم على نمو شخصيتهم ومن هنا وجب على الأهل أن يحترموا أولادهم فيما يتعلق بأمورهم الخاصة طالما أن أمورهم الخاصة هذه لا تشكل خطراً أو انحرافاً.
4- المحبة العمياء:
إن الأهل يحبون أولادهم ما في ذلك من شك ولكن أحياناً قد تكون هذه المحبة نوعاً من الأنانية والارتباط الزائد بالأولاد والتمسك بهم والحرص الزائد على عدم مفارقتهم مهما كانت الظروف والأحوال ومهما كان سن الأبناء، مثلا قد يمنع الابن من السفر للعمل أو الدراسة أو الاستقلال في بيت الزوجية، وهذا يسبب صراعاً للأبناء بين البحث عن مستقبلهم وبين إرضاء أهلهم.
5- الخوف الزائد:
قد يصاب أحياناً الأهل بالخوف الزائد على أولادهم فيدفعهم هذا الخوف لإعاقة نشاط أولادهم وإعاقة خروجهم وإعاقة اشتراكهم في الرحلات أو المعسكرات أو الأنشطة الرياضية المتنوعة ويُخيّل إلى الأهل أن الخوف من الحوادث أو كلام الناس يبرر سلوكهم المتشدد مع أبنائهم ولكنهم ينسون أنهم يقتلون شخصية أبنائهم دون أن يشعروا.
6-التدخل في اختيار شريك الحياة:
من واجبات الأهل أن يقفوا مع أولادهم وبناتهم عند اختيار شريك الحياة ولكن ليس لهم الحق أن يفرضوا رأيهم فرضا وأن يختاروا لأبنائهم وبناتهم كأنهم يختارون لأنفسهم وإن لم يطيعوا فإنهم يعلنون غضبهم وعدم رضائهم. ومع التدخل في اختيار شريك الحياة تدخلاً زائدا يفوق حدود الإرشاد والنصيحة يأتي موضوع التدخل الزائد في موضوع التكريس خصوصاً للرهبنة أو الكهنوت فأحياناً ما تكون العاطفة الزائدة والمحبة العمياء والتدخل الزائد هي أكبر عائق للتكريس «وهذا ما حدث معي شخصياً».
7-التمييز والمحاباة بين الأبناء:
إن شكاوى كثيرة من الأبناء هي بسبب التمييز في المعاملة بين الأخوة والأخوات وأحياناً يعطى للابن البكر ميزات خاصة في المعاملة كأن يُعطى سلطة على إخوته. وقد يتم التمييز بين الذكور والإناث فيُعطى للولد ميزة عن البنت وهذه كلها أمور تخلق هناك رواسب في القلب والنفس ربما تمتد إلى ما بعد سن النضج ولذلك فواجب الأهل أن يعاملوا الجميع معاملة واحدة لا فرق بين كبير وصغير ولا بين ولد وبنت حتى يشب الجميع في جو من الإخاء والمساواة.
8-عدم مراعاة السن:
أحياناً ينسى الأهل السن الذي وصل إليه أبناؤهم ويعاملونهم كما لو كانوا صغاراً. إن صورة الأبناء وهم رضع صغار لا إدارة لهم، يحركهم الأهل ويقودونهم حسب مشيئتهم، لا تفارق الأهل حتى بعد وصول الأبناء إلى سن النضج وكثيراً ما يعاملونهم نفس المعاملة دون أن يقبلوا ضرورة تغيير المعاملة والأسلوب بسبب تغير السن ويدل هذا التصرف على عدم احترام الأهل لأبنائهم وعدم الثقة والاعتراف بمقدراتهم في كيفية الاعتماد على أنفسهم وفي اتخاذ القرارات المناسبة والتصرف السليم.
9-عدم احترام الخصوصيات:
قد يتضايق الأبناء كثيراً من الأهل بسبب عدم احترامهم لخصوصيات أبنائهم مثل فتح الرسائل التي تصل إلى الأبناء والتلصص على التليفونات والتفتيش في الخزانة والحقيبة والغرفة وكل ما يصل إلى أيديهم، كل هذا يجعل الأبناء في ضيق بسبب عدم احترام الأهل لخصوصياتهم.
1-التمرد:
كثيراً ما يشكو الأهل من تمرد أبنائهم ومقاومة كل سلطة ورفض كل نصيحة والعمل بأقصى جهد نحو تكسير سلطة الأهل وذلك بالتمرد على الأم والأب والتذمر من كل واقع يعيشون فيه وهذا يسبب نزاعاً بين الأهل والأبناء لأن كل طرف يبذل جهده كي يثبت كيانه مع الطرف الآخر (وكنت شاهدة في نزاع جرى بين أحد الأبناء وبين والده).
2-عدم تقدير المسؤولية:
روح اللامبالاة وعدم تقدير الأمور هو ما يشكو منه الأهل مثل توتر أعصابهم نحو أبنائهم الذين في الثانوية العامة في الوقت الذي يرون فيه أبناءهم لا يشعرون بخطورة هذا الأمر. وبعض الأمهات يشكين من أن بناتهن لا يساعدن في أعمال المنزل وأولادهن يهملون تلبية شراء الحاجات التي يحتاجها الأهل من الخارج.
3-الانحراف الروحي:
إن الشكوى التي تستحق الانتباه هي شكوى الأهل من بعد أولادهم عن اللّه ومع أن في هذه الشكوى يقع جزء كبير على الأهل لأنه لو بدأ الأهل مع أولادهم في العمل الروحي منذ الطفولة المبكرة لكانوا قد شبوا عليها. وكثيراً ما يكون عدم قدوة الأهل هي السبب في الانحراف الروحي.
4-الإرهاق المادي بالطلبات الزائدة:
إن كل أسرة لها مستوى مادي معين ولكن ما يحدث أن الأبناء يتطلعون إلى إنفاق أكثر من مستواهم المادي بأشياء كثيرة يطلبونها أو يحاولون الاندماج في طبقة اجتماعية أعلى من إمكانياتهم بتقليد بعض أصدقائهم وهذا يتطلب مصروفاً أكبر من الإمكانيات، وحين لا يستجيب الأهل يبدأ الأبناء في التفكير في الحصول على المال بطرق أخرى حتى لو كانت غير مشروعة أو منحرفة أو يلجؤون أحياناً إلى الضغط على الأهل كالإضراب عن الطعام أو عن الحديث أو عن الاشتراك في أي نشاط وهذا الإضراب يسبب كثيراً من التعب النفسي للأهل وخاصة لو خضع الأهل لهذا الأسلوب المنحرف الذي يقوم به الأبناء.
5-كبر السن:
عندما تمر السنون ويأتي الوقت الذي يشعر الأهل باحتياجهم إلى أبنائهم والوقوف بجانبهم عند تقدم السن والشيخوخة يجدون أبناءهم مشغولين عنهم وغير موجودين بالقرب منهم بسبب السفر أو الانشغال بالأمور الحياتية الدنيوية وهذا يسبب ألماً نفسياً شديداً للأهل لأنهم أعطوا أولادهم كل شيء، ولّما جاء وقت الأخذ إذ بهم قد انفصلوا عنهم بإرادة أو بغير إرادة.
6-السكن المشترك بعد الزواج:
ازدادت ظاهرة سكن الأبناء مع أهلهم بعد الزواج بسبب الغلاء المعيشي والوضع الاقتصادي المتردي للشباب وهذا من شأنه أن يخلق الكثير من الخلافات العائلية بسبب حيرة الزوج بين إرضاء زوجته أو إرضاء أهله وكثيراً ما تتدخل الأسرة الكبيرة في حياة الأسرة الصغيرة حتى أحياناً في حالة السكن المنفصل مما ينعكس سلباً على علاقة الزوج بزوجته. لذا فإنه من الأفضل دائماً السكن المنفرد لتفادي مشاكل السكن المشترك وعدم تدخل الأهل الزائد في مشاكل أبنائهم مع زوجاتهم ليتسنى للزوجين الشابين أن يحلاّ مشاكلهما بمعزل عن ضغط الأهل بدافع المحبة الذي تقوم على أساسه العلاقة الزوجية الناجحة.
7-النزوع عن العلم والمعرفة والتوجه نحو المهن:
يشكو الأهل كثيراً من عدم رغبة أبنائهم في متابعة تحصيلهم العلمي بحجة أن العلم وحده لا يكفي لسد رمق الإنسان المتعطش إلى مغريات الحياة فيتوجهون إلى المهن السريعة الكسب دون أن يكونوا قد رسخوا حياتهم وفكرهم على أساس علمي يضمن لهم التأقلم والتكيف مع هذه الحياة السريعة التطور والقائمة على تقدم العلم والتكنولوجيا.
1 ـ ضرورة الحوار الهادئ والمناقشة الحرة في جو من الصداقة والمحبة والتفاهم واستعداد كل طرف أن يتنازل للطرف الآخر عن كل ما هو غير مناسب على أن يخلو الحوار من القسوة والشدة والسلطة ولا يكون هناك عناد من أي طرف.
2 ـ تعويد الأهل لأبنائهم على تحمل المسؤولية وحرية التصرف في بعض الأمور مع التوجيه الخفيف وعدم التدخل الزائد في كل شيء بل الالتزام بالمرونة.
3 ـ الثقة المتبادلة بين الطرفين واحترام كل طرف للآخر وعدم استهتار الأهل والأبناء بآراء الطرفين مهما كان نوعها.
4 ـ الاقتناع بالتطور ومحاولة تقبل الأمور بهدوء وعدم انفعال.
5 ـ أن يكون الأهل قدوة لأولادهم في التصرف.
6 ـ عدم اتخاذ الأهل لأي قرار يخص أبناءهم دون معرفة رأيهم وأخذ موافقتهم واقتناعهم بذلك.
7 ـ عدم قيام الأبناء بأي تصرف دون أخذ رأي الأهل وإقناعهم بذلك.
يشغل موضوع الخلاف بين الأهل والأبناء اليوم حيزا مهما في القضايا الاجتماعية المعاصرة وبخاصة ونحن نعيش اليوم في عصر متميز بالتحديات الكبيرة والتطورات السريعة. فشباب هذا الجيل يتخبط في صراعات عديدة ومن أهمها الصراع مع الأهل، وهذا الصراع يقوم على الخلاف بين الأهل والأبناء.
أولاًـ متاعب الأبناء من الأهل:
1-السلطة والديكتاتورية:
أحياناً يتعامل الأهل مع أبنائهم باستخدام السلطة وأسلوب الأمر والنهي والتهديد وقد يصل أحياناً إلى الضرب وقد يستخدم الأهل أسلوب التهكم والسخرية وإحباط الروح المعنوية بالشكوى الدائمة وإظهار عيوب الأولاد أمام الآخرين وهذا ما يجعل الأبناء يتعبون جداً بسبب عدم احترام شعورهم مما قد يؤدي أحياناً إلى قتل شخصية الأبناء وقد يكون سبباً في الانحراف ومن أمثلة الديكتاتورية: إرغام الابن على الدراسة في كلية دون أن يكون له أي ميل لها.
2-خبرات الأهل:
أحياناً يكون للأهل خبرات معينة تنعكس في تعاملهم مع أبنائهم فالأب الذي نشأ في بيئة محافظة جداً لا يسمح لأولاده بأن يتعاملوا معه بأسلوب آخر غير الأسلوب الذي كان يتعامل به هو مع أبيه ولذلك لا يسمح لأولاده بأن يناقشوه في أي من الأوامر التي يصدرها. والأم التي تزوجت بأسلوب معين يخيّل إليها أنه ليس من حق ابنتها أن تتزوج إلا بالطريقة نفسها التي تزوجت هي بها (الأم).
3-التدخل الزائد:
قد يتدخل الأهل في حياة الأبناء بطريقة مزعجة لدرجة أنهم لا يتركون لأولادهم حرية التصرف حتى في أصغر الأمور. فد يتدخلون في طريقة دراستهم، في اختيار أصدقائهم وملابسهم دون أن يعوّدوا أولادهم على نمو شخصيتهم ومن هنا وجب على الأهل أن يحترموا أولادهم فيما يتعلق بأمورهم الخاصة طالما أن أمورهم الخاصة هذه لا تشكل خطراً أو انحرافاً.
4- المحبة العمياء:
إن الأهل يحبون أولادهم ما في ذلك من شك ولكن أحياناً قد تكون هذه المحبة نوعاً من الأنانية والارتباط الزائد بالأولاد والتمسك بهم والحرص الزائد على عدم مفارقتهم مهما كانت الظروف والأحوال ومهما كان سن الأبناء، مثلا قد يمنع الابن من السفر للعمل أو الدراسة أو الاستقلال في بيت الزوجية، وهذا يسبب صراعاً للأبناء بين البحث عن مستقبلهم وبين إرضاء أهلهم.
5- الخوف الزائد:
قد يصاب أحياناً الأهل بالخوف الزائد على أولادهم فيدفعهم هذا الخوف لإعاقة نشاط أولادهم وإعاقة خروجهم وإعاقة اشتراكهم في الرحلات أو المعسكرات أو الأنشطة الرياضية المتنوعة ويُخيّل إلى الأهل أن الخوف من الحوادث أو كلام الناس يبرر سلوكهم المتشدد مع أبنائهم ولكنهم ينسون أنهم يقتلون شخصية أبنائهم دون أن يشعروا.
6-التدخل في اختيار شريك الحياة:
من واجبات الأهل أن يقفوا مع أولادهم وبناتهم عند اختيار شريك الحياة ولكن ليس لهم الحق أن يفرضوا رأيهم فرضا وأن يختاروا لأبنائهم وبناتهم كأنهم يختارون لأنفسهم وإن لم يطيعوا فإنهم يعلنون غضبهم وعدم رضائهم. ومع التدخل في اختيار شريك الحياة تدخلاً زائدا يفوق حدود الإرشاد والنصيحة يأتي موضوع التدخل الزائد في موضوع التكريس خصوصاً للرهبنة أو الكهنوت فأحياناً ما تكون العاطفة الزائدة والمحبة العمياء والتدخل الزائد هي أكبر عائق للتكريس «وهذا ما حدث معي شخصياً».
7-التمييز والمحاباة بين الأبناء:
إن شكاوى كثيرة من الأبناء هي بسبب التمييز في المعاملة بين الأخوة والأخوات وأحياناً يعطى للابن البكر ميزات خاصة في المعاملة كأن يُعطى سلطة على إخوته. وقد يتم التمييز بين الذكور والإناث فيُعطى للولد ميزة عن البنت وهذه كلها أمور تخلق هناك رواسب في القلب والنفس ربما تمتد إلى ما بعد سن النضج ولذلك فواجب الأهل أن يعاملوا الجميع معاملة واحدة لا فرق بين كبير وصغير ولا بين ولد وبنت حتى يشب الجميع في جو من الإخاء والمساواة.
8-عدم مراعاة السن:
أحياناً ينسى الأهل السن الذي وصل إليه أبناؤهم ويعاملونهم كما لو كانوا صغاراً. إن صورة الأبناء وهم رضع صغار لا إدارة لهم، يحركهم الأهل ويقودونهم حسب مشيئتهم، لا تفارق الأهل حتى بعد وصول الأبناء إلى سن النضج وكثيراً ما يعاملونهم نفس المعاملة دون أن يقبلوا ضرورة تغيير المعاملة والأسلوب بسبب تغير السن ويدل هذا التصرف على عدم احترام الأهل لأبنائهم وعدم الثقة والاعتراف بمقدراتهم في كيفية الاعتماد على أنفسهم وفي اتخاذ القرارات المناسبة والتصرف السليم.
9-عدم احترام الخصوصيات:
قد يتضايق الأبناء كثيراً من الأهل بسبب عدم احترامهم لخصوصيات أبنائهم مثل فتح الرسائل التي تصل إلى الأبناء والتلصص على التليفونات والتفتيش في الخزانة والحقيبة والغرفة وكل ما يصل إلى أيديهم، كل هذا يجعل الأبناء في ضيق بسبب عدم احترام الأهل لخصوصياتهم.
ثانياً- متاعب الأهل من الأبناء:
1-التمرد:
كثيراً ما يشكو الأهل من تمرد أبنائهم ومقاومة كل سلطة ورفض كل نصيحة والعمل بأقصى جهد نحو تكسير سلطة الأهل وذلك بالتمرد على الأم والأب والتذمر من كل واقع يعيشون فيه وهذا يسبب نزاعاً بين الأهل والأبناء لأن كل طرف يبذل جهده كي يثبت كيانه مع الطرف الآخر (وكنت شاهدة في نزاع جرى بين أحد الأبناء وبين والده).
2-عدم تقدير المسؤولية:
روح اللامبالاة وعدم تقدير الأمور هو ما يشكو منه الأهل مثل توتر أعصابهم نحو أبنائهم الذين في الثانوية العامة في الوقت الذي يرون فيه أبناءهم لا يشعرون بخطورة هذا الأمر. وبعض الأمهات يشكين من أن بناتهن لا يساعدن في أعمال المنزل وأولادهن يهملون تلبية شراء الحاجات التي يحتاجها الأهل من الخارج.
3-الانحراف الروحي:
إن الشكوى التي تستحق الانتباه هي شكوى الأهل من بعد أولادهم عن اللّه ومع أن في هذه الشكوى يقع جزء كبير على الأهل لأنه لو بدأ الأهل مع أولادهم في العمل الروحي منذ الطفولة المبكرة لكانوا قد شبوا عليها. وكثيراً ما يكون عدم قدوة الأهل هي السبب في الانحراف الروحي.
4-الإرهاق المادي بالطلبات الزائدة:
إن كل أسرة لها مستوى مادي معين ولكن ما يحدث أن الأبناء يتطلعون إلى إنفاق أكثر من مستواهم المادي بأشياء كثيرة يطلبونها أو يحاولون الاندماج في طبقة اجتماعية أعلى من إمكانياتهم بتقليد بعض أصدقائهم وهذا يتطلب مصروفاً أكبر من الإمكانيات، وحين لا يستجيب الأهل يبدأ الأبناء في التفكير في الحصول على المال بطرق أخرى حتى لو كانت غير مشروعة أو منحرفة أو يلجؤون أحياناً إلى الضغط على الأهل كالإضراب عن الطعام أو عن الحديث أو عن الاشتراك في أي نشاط وهذا الإضراب يسبب كثيراً من التعب النفسي للأهل وخاصة لو خضع الأهل لهذا الأسلوب المنحرف الذي يقوم به الأبناء.
5-كبر السن:
عندما تمر السنون ويأتي الوقت الذي يشعر الأهل باحتياجهم إلى أبنائهم والوقوف بجانبهم عند تقدم السن والشيخوخة يجدون أبناءهم مشغولين عنهم وغير موجودين بالقرب منهم بسبب السفر أو الانشغال بالأمور الحياتية الدنيوية وهذا يسبب ألماً نفسياً شديداً للأهل لأنهم أعطوا أولادهم كل شيء، ولّما جاء وقت الأخذ إذ بهم قد انفصلوا عنهم بإرادة أو بغير إرادة.
6-السكن المشترك بعد الزواج:
ازدادت ظاهرة سكن الأبناء مع أهلهم بعد الزواج بسبب الغلاء المعيشي والوضع الاقتصادي المتردي للشباب وهذا من شأنه أن يخلق الكثير من الخلافات العائلية بسبب حيرة الزوج بين إرضاء زوجته أو إرضاء أهله وكثيراً ما تتدخل الأسرة الكبيرة في حياة الأسرة الصغيرة حتى أحياناً في حالة السكن المنفصل مما ينعكس سلباً على علاقة الزوج بزوجته. لذا فإنه من الأفضل دائماً السكن المنفرد لتفادي مشاكل السكن المشترك وعدم تدخل الأهل الزائد في مشاكل أبنائهم مع زوجاتهم ليتسنى للزوجين الشابين أن يحلاّ مشاكلهما بمعزل عن ضغط الأهل بدافع المحبة الذي تقوم على أساسه العلاقة الزوجية الناجحة.
7-النزوع عن العلم والمعرفة والتوجه نحو المهن:
يشكو الأهل كثيراً من عدم رغبة أبنائهم في متابعة تحصيلهم العلمي بحجة أن العلم وحده لا يكفي لسد رمق الإنسان المتعطش إلى مغريات الحياة فيتوجهون إلى المهن السريعة الكسب دون أن يكونوا قد رسخوا حياتهم وفكرهم على أساس علمي يضمن لهم التأقلم والتكيف مع هذه الحياة السريعة التطور والقائمة على تقدم العلم والتكنولوجيا.
ثالثا- الاقتراحات لتقريب وجهات النظر بين الطرفين:
1 ـ ضرورة الحوار الهادئ والمناقشة الحرة في جو من الصداقة والمحبة والتفاهم واستعداد كل طرف أن يتنازل للطرف الآخر عن كل ما هو غير مناسب على أن يخلو الحوار من القسوة والشدة والسلطة ولا يكون هناك عناد من أي طرف.
2 ـ تعويد الأهل لأبنائهم على تحمل المسؤولية وحرية التصرف في بعض الأمور مع التوجيه الخفيف وعدم التدخل الزائد في كل شيء بل الالتزام بالمرونة.
3 ـ الثقة المتبادلة بين الطرفين واحترام كل طرف للآخر وعدم استهتار الأهل والأبناء بآراء الطرفين مهما كان نوعها.
4 ـ الاقتناع بالتطور ومحاولة تقبل الأمور بهدوء وعدم انفعال.
5 ـ أن يكون الأهل قدوة لأولادهم في التصرف.
6 ـ عدم اتخاذ الأهل لأي قرار يخص أبناءهم دون معرفة رأيهم وأخذ موافقتهم واقتناعهم بذلك.
7 ـ عدم قيام الأبناء بأي تصرف دون أخذ رأي الأهل وإقناعهم بذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق