اهتمت المدرسة التجريدية الفنية بالأصل الطبيعي، ورؤيته من زاوية هندسية،حيث تتحول المناظر إلى مجرد مثلثات ومربعات ودوائر، وتظهر اللوحةالتجريدية أشبه ما تكون بقصاصات الورق المتراكمة أو بقطاعات من الصخور أوأشكال السحب، أي مجرد قطع إيقاعية مترابطة ليست لها دلائل بصرية مباشرة،وإن كانت تحمل في طياتها شيئاً من خلاصة التجربة التشكيلية التي مر بهاالفنان.وعموماً فإن المذهب التجريدي في الرسم، يسعى إلى البحث عن جوهر الأشياءوالتعبير عنها في أشكال موجزة تحمل في داخلها الخبرات الفنية، التي أثارتوجدان الفنان التجريدي. وكلمة "تجريد" تعني التخلص من كل آثار الواقعوالارتباط به، فالجسم الكروي تجريد لعدد كبير من الأشكال التي تحمل هذاالطابع: كالتفاحة والشمس وكرة اللعب وما إلى ذلك، فالشكل الواحد قد يوحيبمعان متعددة، فيبدو للمشاهد أكثر ثراء.ولا تهتم المدرسة التجريدية بالأشكال الساكنة فقط، ولكن أيضاً بالأشكالالمتحركة خاصة ما تحدثه بتأثير الضوء، كما في ظلال أوراق الأشجار التييبعثه ضوء الشمس الموجه عليها، حيث تظهر الظلال كمساحات متكررة تحصرفراغات ضوئية فاتحة، ولا تبدو الأوراق بشكلها الطبيعي عندما تكون ظلالاً،بل يشكل تجريدي. وقد نجح الفنان كاندسكي –وهو أحد فناني التجريديةالعالميين- في بث الروح في مربعاته ومستطيلاته ودوائره وخطوطه المستقيمةأو المنحنية، بإعطائها لوناً معيناً وترتيبها وفق نظام معين. ويبدو هذاواضحاً في لوحته "تكوين" التي رسمها عام 1914م.
بعض أعمال المدرسة التجريدية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق