يحاول رسامو الانطباعية تقليد الضوء عندما ينعكس على أسطح الأشياء،
ويحققون ذلك باستخدام الألوان الزيتية في بقع منفصلة صغيرة ذات شكل واضح،
بدلاً من خلطه على لوحة الألوان، وفضَّل الانطباعيون العمل في الخلاء
لتصوير الطبيعة مباشرة، وليس داخل جدران المرسم، وأحياناً كانوا يقومون
برسم نفس المنظر مرات عديدة في ظروف جوية مختلفة، لإظهار كيف تتغير
الألوان والصفات السطحية في الأوقات المختلفة.
ومن أشهر رسامي الانطباعية "أوجست رينوار" و"بول سيزان" الفرنسيان
"رينوار" أظهر براعة فائقة في رسم الطبيعة تحت الضوء الدافئ وخاصة
التغيرات الدقيقة في المناخ وتأثير ضوء الشمس على الأجسام والأشكال
والزهور، ويبدو هذا واضحاً في لوحاته "في الشرفة" التي رسمها عام 1879م.
أما "سيزان" فقد أظهر فهماً وتقدير للألوان بكل ثرائها وشدتها اللونية مثل
لوحة "زهور الأضاليا في إناء" عام 1875م.
ولقد أعتقد الإنطباعيون أن الخط في الرسم من صنع الإنسان ، إذا لا وجود
للخط في الطبيعة، وألوان المنشور كما هو معروف هي: البنفسجي والنيلي،
والأزرق والأخضر والأصفر والبرتقالي والأحمر.
وكانت ألوان الانطباعيين نظيفة نقية صافية ، عنيت بتسجيل المشاهد بعين
عابرة ولحظة إحساس الفنان في مكان وزمان واحد، إذ أن الفنان الانطباعي
يقوم بتسجيل مشاهداته وانطباعاته في فترة معينة من الزمن، كما يلتقط
المصور الفوتوغرافي صورة لشيء ما في لحظة معينة من النهار ، لقد عني
التأثيريون بتصوير الأشكال تحت ضوء الشمس مباشرة وخاصة لحظة شروق الشمس ،
فظهرت لوحاتهم متألقة بالألوان الجميلة.
لقد عنيت الانطباعية بتسجيل الشكل العام ، فالتفاصيل الدقيقة ليست من
أهدافها بل يسجلون الانطباع الكلي عن الأشياء، بطريقة توحي للمشاهد انه
يرى الأجزاء رغم أنها غير مرسومه ،مما يزيدها سحرا وجمالا وجاذبية من قبل
المشاهد. ومن مميزات الانطباعية أيضا عدم الاهتمام بالناحية الموضوعية
للوحة ، إذ تمتزج الأشكال في اللوحة فتصبح كلا ، وان البعد في اللوحة يأخذ
امتداد واحدا ، وكما ذكرنا فالضوء في اللوحة هم أهم العناصر البارزة ،
ومما هو جدير بالذكر ان الانطباعية قد انبثقت من الواقعية ، لكن ضمن إطار
علمي مختلف ، فهي تصور الواقع لكن بألوان تعتمد على التحليل العلمي .
بقي أن نذكر جانبا هاما هو الأساليب التي ظهرت في هذه المدرسة ، إذا ظهرت
فيها أساليب تؤمن بنفس النظرية ، لكن التنفيذ يختلف من فرد لاخر ،
فالتأثيرية لها اساليب ثلاثة:
الأسلوب التنقيطي :وهو أسلوب يتبع برسم اللوحة بكاملها عن طريق النقاط
الملونة المتجاورة، ويشبه هذا الأسلوب إلى حد كبير المشاهد التي نراها على
شاشة التلفزيون الملون عندما تتحول الصورة إلى نقط نتيجة لعدم ضبط الهوائي
أو لبعد محطة الإرسال ورداءه الأحوال الجوية.
الأسلوب التقسيمي : ويعتمد هذا الأسلوب على تقسيم السطوح إلى مجموعة ألوان
متجاورة صريحة دون أن يمزج الألوان أو يخلطها، فالأصفر هو الأصفر والأزرق
والأحمر ، وهكذا فالمهم لا يرسم بالألوان الأساسية نقية صافية.
ج- تعني برسم الأشكال أكثر من مرة في لحظات متغيرة من النهار ، كأن يرسم
الفنان منظراً للطبيعة في الصباح ، ثم يعود ليرسمه في الظهيرة ، ثم يرسمه
في المساء عند غروب الشمس.
وقف الشبان الفنانون أمام شواطئ البحر يتأملونه، فخطف أبصارهم الضوء
المتلألئ على صفحة المياه المترقرقة، فصاح أحدهم: إنه بحر من نور.
استهوت الفكرة هذه المجموعة وأخذوا يكرِّسون أعمالهم الفنية للرسم بالنور،
أي الاهتمام بالتعبير عن الضوء وانعكاساته في الطبيعة، متأثرين بأضواء
البحر وبألوان قوس قزح الزاهية، ومن هنا سماهم البعض "التأثيريُّون".
إلا أن أحد النقاد المتحيزين للمدرسة الواقعية التي كانت ماتزال هي المذهب
السائد فنيًّا لم يعجبه الأسلوب الجديد لهؤلاء الشباب؛ فقال ساخرًا إنهم
انطباعيون؛ يعني ينطلقون في أعمالهم من التأثير المباشر بالانطباع الأول
الذي يأخذونه من ألوان
الطبيعة، مثل: قوس قزح وأضواء النجوم وتلألؤ مياه البحر
المَلْمَس
وأراد هؤلاء الشباب أن يثبتوا "علمية" مذهبهم الجديد في الفن، ويردوا بشكل
عملي على النقاد من أنصار الواقعية التي كانت تُعلي من شأن موضوع اللوحة
على ما عداه من ألوان وأضواء … فقام الانطباعيون بوضع معالم محددة لمذهبهم
الفني ارتكزت على فكرية تحليل الضوء
لألوانه الأصلية (ألوان قوس قزح)، وبدلاً من خلط هذه الألوان معًا على سطح
اللوحة راحوا يضعون كل لون منفصل بجوار الآخر في صورة لمسات صغيرة
بالفرشاة، وأدى هذا إلى ظهور العنصر الثاني (غير زهو الألوان وعدم خلطها)
المميز لأعمال الانطباعيين، وهو ظهور لمسات
الفرشاة وآثارها على سطح اللوحة، فيما يعرف بالملمس الذي يصنع تضاريس
بارزةً للوحة، وأصبحت اللوحة عند الانطباعيين في ذاتها مهمة، وكلٌّ متكامل
كفكرة وألوان وأضواء، بدلاً من تركيز الواقعية على الفكرة فقط.
أهم فنَّانِيها
يقترن اسم "الانطباعية" باسم "كلودمونيه Monet"؛ فقد كان أشد المعجبين
بمشاهد البحر وأضوائه، وكان شديد الملاحظة، مما دفع أحد الفنانين "سيزان"
أن يقول: "إن مونيه ليس إلا عينًا، ولكن يالها من عين".
ويحققون ذلك باستخدام الألوان الزيتية في بقع منفصلة صغيرة ذات شكل واضح،
بدلاً من خلطه على لوحة الألوان، وفضَّل الانطباعيون العمل في الخلاء
لتصوير الطبيعة مباشرة، وليس داخل جدران المرسم، وأحياناً كانوا يقومون
برسم نفس المنظر مرات عديدة في ظروف جوية مختلفة، لإظهار كيف تتغير
الألوان والصفات السطحية في الأوقات المختلفة.
ومن أشهر رسامي الانطباعية "أوجست رينوار" و"بول سيزان" الفرنسيان
"رينوار" أظهر براعة فائقة في رسم الطبيعة تحت الضوء الدافئ وخاصة
التغيرات الدقيقة في المناخ وتأثير ضوء الشمس على الأجسام والأشكال
والزهور، ويبدو هذا واضحاً في لوحاته "في الشرفة" التي رسمها عام 1879م.
أما "سيزان" فقد أظهر فهماً وتقدير للألوان بكل ثرائها وشدتها اللونية مثل
لوحة "زهور الأضاليا في إناء" عام 1875م.
ولقد أعتقد الإنطباعيون أن الخط في الرسم من صنع الإنسان ، إذا لا وجود
للخط في الطبيعة، وألوان المنشور كما هو معروف هي: البنفسجي والنيلي،
والأزرق والأخضر والأصفر والبرتقالي والأحمر.
وكانت ألوان الانطباعيين نظيفة نقية صافية ، عنيت بتسجيل المشاهد بعين
عابرة ولحظة إحساس الفنان في مكان وزمان واحد، إذ أن الفنان الانطباعي
يقوم بتسجيل مشاهداته وانطباعاته في فترة معينة من الزمن، كما يلتقط
المصور الفوتوغرافي صورة لشيء ما في لحظة معينة من النهار ، لقد عني
التأثيريون بتصوير الأشكال تحت ضوء الشمس مباشرة وخاصة لحظة شروق الشمس ،
فظهرت لوحاتهم متألقة بالألوان الجميلة.
لقد عنيت الانطباعية بتسجيل الشكل العام ، فالتفاصيل الدقيقة ليست من
أهدافها بل يسجلون الانطباع الكلي عن الأشياء، بطريقة توحي للمشاهد انه
يرى الأجزاء رغم أنها غير مرسومه ،مما يزيدها سحرا وجمالا وجاذبية من قبل
المشاهد. ومن مميزات الانطباعية أيضا عدم الاهتمام بالناحية الموضوعية
للوحة ، إذ تمتزج الأشكال في اللوحة فتصبح كلا ، وان البعد في اللوحة يأخذ
امتداد واحدا ، وكما ذكرنا فالضوء في اللوحة هم أهم العناصر البارزة ،
ومما هو جدير بالذكر ان الانطباعية قد انبثقت من الواقعية ، لكن ضمن إطار
علمي مختلف ، فهي تصور الواقع لكن بألوان تعتمد على التحليل العلمي .
بقي أن نذكر جانبا هاما هو الأساليب التي ظهرت في هذه المدرسة ، إذا ظهرت
فيها أساليب تؤمن بنفس النظرية ، لكن التنفيذ يختلف من فرد لاخر ،
فالتأثيرية لها اساليب ثلاثة:
الأسلوب التنقيطي :وهو أسلوب يتبع برسم اللوحة بكاملها عن طريق النقاط
الملونة المتجاورة، ويشبه هذا الأسلوب إلى حد كبير المشاهد التي نراها على
شاشة التلفزيون الملون عندما تتحول الصورة إلى نقط نتيجة لعدم ضبط الهوائي
أو لبعد محطة الإرسال ورداءه الأحوال الجوية.
الأسلوب التقسيمي : ويعتمد هذا الأسلوب على تقسيم السطوح إلى مجموعة ألوان
متجاورة صريحة دون أن يمزج الألوان أو يخلطها، فالأصفر هو الأصفر والأزرق
والأحمر ، وهكذا فالمهم لا يرسم بالألوان الأساسية نقية صافية.
ج- تعني برسم الأشكال أكثر من مرة في لحظات متغيرة من النهار ، كأن يرسم
الفنان منظراً للطبيعة في الصباح ، ثم يعود ليرسمه في الظهيرة ، ثم يرسمه
في المساء عند غروب الشمس.
الانطباعية...الرَّسْم بالنُّور
وقف الشبان الفنانون أمام شواطئ البحر يتأملونه، فخطف أبصارهم الضوء
المتلألئ على صفحة المياه المترقرقة، فصاح أحدهم: إنه بحر من نور.
استهوت الفكرة هذه المجموعة وأخذوا يكرِّسون أعمالهم الفنية للرسم بالنور،
أي الاهتمام بالتعبير عن الضوء وانعكاساته في الطبيعة، متأثرين بأضواء
البحر وبألوان قوس قزح الزاهية، ومن هنا سماهم البعض "التأثيريُّون".
إلا أن أحد النقاد المتحيزين للمدرسة الواقعية التي كانت ماتزال هي المذهب
السائد فنيًّا لم يعجبه الأسلوب الجديد لهؤلاء الشباب؛ فقال ساخرًا إنهم
انطباعيون؛ يعني ينطلقون في أعمالهم من التأثير المباشر بالانطباع الأول
الذي يأخذونه من ألوان
الطبيعة، مثل: قوس قزح وأضواء النجوم وتلألؤ مياه البحر
المَلْمَس
وأراد هؤلاء الشباب أن يثبتوا "علمية" مذهبهم الجديد في الفن، ويردوا بشكل
عملي على النقاد من أنصار الواقعية التي كانت تُعلي من شأن موضوع اللوحة
على ما عداه من ألوان وأضواء … فقام الانطباعيون بوضع معالم محددة لمذهبهم
الفني ارتكزت على فكرية تحليل الضوء
لألوانه الأصلية (ألوان قوس قزح)، وبدلاً من خلط هذه الألوان معًا على سطح
اللوحة راحوا يضعون كل لون منفصل بجوار الآخر في صورة لمسات صغيرة
بالفرشاة، وأدى هذا إلى ظهور العنصر الثاني (غير زهو الألوان وعدم خلطها)
المميز لأعمال الانطباعيين، وهو ظهور لمسات
الفرشاة وآثارها على سطح اللوحة، فيما يعرف بالملمس الذي يصنع تضاريس
بارزةً للوحة، وأصبحت اللوحة عند الانطباعيين في ذاتها مهمة، وكلٌّ متكامل
كفكرة وألوان وأضواء، بدلاً من تركيز الواقعية على الفكرة فقط.
أهم فنَّانِيها
يقترن اسم "الانطباعية" باسم "كلودمونيه Monet"؛ فقد كان أشد المعجبين
بمشاهد البحر وأضوائه، وكان شديد الملاحظة، مما دفع أحد الفنانين "سيزان"
أن يقول: "إن مونيه ليس إلا عينًا، ولكن يالها من عين".
كامن بيسارو Pissaro لم يكن مثل مونيه في شدة تعلقه برعشات الأضواء
وحركتها، ولا بالبحر والشواطئ؛ ولكن كان أسلوبه أقرب إلى الثبات
والاستقرار، وكان مولعًا بتصوير مناظر الريف والحقول والغابات.
ويحتل إدجار ديجا Degas مكانًا غريبًا وسط جماعة الانطباعيين، فهو في وجه
هؤلاء الثوريين كان يزعم أنه رجعي ولا سبيل لإصلاحه، كما كان يسخر
بنظرياتهم عن اللون، ويزعم أنه - مثل آنجر (زعيم الكلاسيكية في فرنسا) -
لا يهتمّ إلا بالرسم والتكوين، ولا يميل إلى
المناظر الطبيعية؛ ولكنه أثبت في أواخر حياته أنه أنبغ الفنانين في
استعمال الألوان، فقد كان في بداية حياته يستخدم الألوان الزيتية، مضافًا
إليها كمية كبيرة من زيت النفط، مما يجعلها أقرب إلى الألوان المائية؛
ولكنه ابتدع أسلوبًا جديدًا يستخدم فيه الألوان
الزيتية والجواش والباستيل معًا - يقوم على لمسات سريعة متكسرة، يزحف بعضها على بعض، فيكسب لوحاته وميضًا رائعًا.
بعض أعمال المدرسة التأثيرية او الانطباعية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق