ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها
كيف نقرأ ونستمع لسورة البقرة ؟
هي في الأوامر والنواهي وموقف الناس منها
فيها ألف أمر وألف نهي وألف حكم وألف خبر
تردد قوم موسى في الاستجابة لأمره عليه السلام
في شأن البقرة فكانت العاقبة
{ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ }
[ البقرة : 74 ]
أمة محمد صلى الله عليه وسلم إن فهمت أوامر ونواهي البقرة
فامتثلت نجت ، وإن أعرضت لا تدري ماذا تقرأ ولا تستجيب لما تسمع
فالعاقبة قلب كالحجر ، ضع يدك على قلبك أخي .
كيف نقرأ ونستمع لسورة آل عمران ؟
السورة من أولها إلى قريب من الآية التسعين (90)
نزلت في وفد نجران أي في محاجة النصارى ،
فذكرت نموذجا لـ
{ الضَّالِّينَ },
ونموذجا للمهتدين في سورة آل عمران ،
وبما أن السبب الأول في ضلال النصارى هو الجهل وعدم بذل الوسع
في الوصول للعلم الحق ، هو البحث في المتشابهات للروغان
عن المحكمات ، هو الانشغال باللذات (النساء والبنين ..)
ونسيان التفكر في أول الأمر وآخره ، فهي تفصيل لكلمة واحدة
من أم الكتاب
{ وَلاَ الضَّالِّينَ }
كما أن سورة البقرة شرح لـ
{ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ }
جاءت السورة لترسم منهجا محكما للوصول للعلم النافع ، حقيقته
ثمرته , أهله , سبل تحصيله , أسباب الزيغ عن طريقه ،
عواقب نقصانه أو زواله ، ولما كان أنفع العلم هو العلم بالله وموعوده
وسبيل رضاه ؛ ختمت سورة ال عمران بالعشر الأخيرة
التي قال فيها صلى الله عليه وسلم
( ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها ) .
كيف نقرأ ونستمع لسورة المائدة ؟
يقول العلامة عبدالرزاق عفيفي :
السورة كلها في العقود والمواثيق .
وهو كما ذكر
فاسمها مأخوذ من ميثاق المائدة العظيم في آخرها ،
وهي أول وأكثر سورة جاء فيها النداء بـ
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا }
فقد تكرر فيها النداء (16) مرة من أصل (89) في جميع القرآن .
وهذه النداءات تلخص جميع المواثيق التي بين الله وعباده المؤمنين .
سورة الكهف كهفك من الفتن عشر آيات منها كفتك
فتنة المسيح الدجال فكيف بها جميعا ؟
فيها الفتن الأربع والنجاة منها ,
فيها الآية المروعة التي حذرتنا من أعظم فتنة
{ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا }
[ الكهف : 103 ]
فيها الوسيلة العظمى للنجاة من كل فتنة
والحسنة العظمى التي لا يبقى معها أثر لأي فتنة .
الفرق بين تعامل موسى عليه السلام مع الخضر
وبين تعامله مع غيره ظاهر جدا ،
فقد ذلل عليه السلام نفسه للعلم تذليلا ،
فبينما هو يقتل بوكزة ! ويتهدد فرعون بقوة !
ويمسك رأس هارون بشدة ! ويفقع عين ملك الموت بغمزة ! ؛
{ قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا }
[ الكهف : 66 ]
أما في العلم فيقول للخضر عليهما السلام
{هَلْ } ◀◀◀ أتأذن لي
{ أَتَّبِعُكَ } ◀◀◀ أكون تابعا لك
{ عَلَى أَنْ } ◀◀◀ ليس لشيء إلا هذا
{ تُعَلِّمَنِ } ◀◀◀ تلميذ يتعلم
{ مِمَّا } ◀◀◀ تبعيض
{عُلِّمْتَ} ◀◀◀ من الله وخصك به فاشكر نعمة الله بتعليمي
{ رُشْدًا } ◀◀◀ لترشد من ضل عما علمك الله ،
لا يُنال العلم إلا بالذل والتذلل .
بدأت سورة النور بكلمة
{ سُورَةٌ }
لتبني والله أعلم أسواراً خمسة شاهقة متينة تحوط العفة
وتحمي الطُهر ، العِرض فيها كقلب المدينة الحَصان لن تتسلل إليها
الأيدي الخائنة إلا بغدرة خوَّان من داخلها ، فإذا غَدرت جارحة
ثُلم في جدار العفاف ثُلمة .
سورة ق :
ما من أحد يرددها فيفتح مسامع قلبه لها
إلا فتحت كل السدود التي تراكمت بسبب الذنوب ،
1 - إن الآمر بقوله
{ أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ }
[ ق : 24 ]
2 - هو نفسه القائل
{ ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ }
[ ق : 34 ]
3 - هو أيضاً من أمر فقال
{ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ }
[ ق : 45 ]
فيا قارئ سورة ق
قد لا تنجو من الأولى وتظفر بالثانية إلا بالثالثة.
ثقافة التكاثرفي عدد المصلين , المشاهدين , الحاضرين ,
الحافظين و المشتركين ...
والتي نقلت الكثرة والقلة من كونها نبضا إلى كونها معيارا
للنجاح والفشل وقلبت المتبوع إلى تابع ،
جاءت
{ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ }
لتعري حقيقة هذه اللهاية
التي سيتلوها
{ عِلْمَ الْيَقِينِ }
لقد تكرر في سورة التكاثر
لفظ العلم و لفظ الرؤية ست مرات
قال الإمام الفخر :
آمن فرعون ثلاث مرات
أولها قوله
{ آَمَنْتُ }
[ يونس : 90 ]
وثانيها
{ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُواْ إِسْرَائِيلَ }
[ يونس : 90 ]
وثالثها
{ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ }
[ يونس : 90 ]
فما السبب في عدم قبول إيمانه ؟
والجواب أنه إنما آمن عند نزول العذاب والإيمان في هذا الوقت
غير مقبول لأنه يصير الحال حال إلجاء فلا تنفع التوبة ولا الإيمان
قال تعالى :
{ فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا }
[ غافر : 85 ]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق