اهتم الكتّاب من مختلف أنحاء العالم بالحديث عن الوطن العربي ، وأهمية موقعه الجغرافي ، وثرواته الطبيعية التي تمتد منذ أواصر التاريخ حتى يومنا هذا ، ولا شك أن لكل جزء من الوطن العربي شخصيته المستقلة ، التي تحدد أهمية كل موقع من مواقعها ، ولعل أهم المواقع التي عرفها التاريخ كانت دولة مصر العريقة أم الدنيا كلها .
أم الدنيـــا مصر :
احتلت مصر منذ قديم العصور باهتمام الكتاب والقراء ، فالموقع الاستراتيجي والثروات العظيمة والمواقع الأثرية المختلفة جعلها محط أنظار العالم، ومطمع للعديد من الغزاة والمحتلين على مر السنين، شكلت مصر لنفسها شخصية إبداعية منذ عهد الفراعنة ، الذين خلفوا حضارة تعتز بها مصر حتى الآن .
الكاتب جمال حمدان :
يعد الكاتب جمال حمدان من أشهر الكتاب على الساحة الفنية المصرية ، فهو من أمهرهم من ناحية الكتابة ، وانتقاء الألفاظ المعبرة عن جمال البلد ، ومدى روعته ، ولا غرابة في ذلك فهو ابن الوطن ، ويرى الجمال في وطنه ، ولا يمكن أن يرى مثله في أي مكان أخر ، فهي أم الدنيا .
عن الكتاب شخصية مصر :
يعد كتاب شخصية مصر من أهم الكتب التى كتبت ودرست جغرافية مصر بكافة أنواعها ، وقد قررت وزارة التربية والتعليم جعل هذا الكتاب من المقررات الأساسية على طلبة الجغرافيا في مصر كلها ، لما له من أهمية وما يحتويه الكتاب من معلومات عظيمة ، وقد سماه شخصية مصر لأنه اهتم بدارسة شخصية مصر الاقليمية والبشرية والزمانية والتكاملية .
حيث يعطي انطباعاً عن منطقة ما تفردها وتميزها بين سائر المناطق المحيطة بجميع الخصال المختلفة محاولة أن يصل إلى روح المكان ويسلخ منها عبقرية الذاتية التى تحدد شخصيته المتكاملة ، حيث أن علم الجغرافيا في رأى الكاتب الذي عشق تخصصه هو علم متفرد متوحد، مطلق لا علم نمطي متكرر نسبي، فالجغرافيا كالتاريخ لا تعيد نفسها بالضبط ، ولا الإقليم يكرر نفسه ومن ثم فلا قانون للإقليم من حيث هو ولذلك فإن دراسة الإقليم لا تقتصر على الحاضر وإنما تترامى إلى الماضي وخلال التاريخ وهذا ما يدرسه هذا الكتاب الرائع .
وفي الواقع ، فان كتاب شخصية مصر يعتبر ثروة قومية وجب الحفاظ عليها ، وهذا برأي النقاد ، وجموع المؤلفين ، فقد سلط الضوء على دولة مصر العريقة ، وعلى إمكانيات شعبها في الحصول على ما يريدون ، وذكر الكاتب أن لجمهورية مصر الشخصية القوية الفذة التي بنتها الحضارات القديمة ، وتمعنت في بنائها ، وذكر تفصيلاتها ، فتسليط الضوء على السياحة ، والصناعة والملاحة من أكثر الامور التي حددت ملامح هذه الشخصية ، وجعلت لها كينونتها المستقلة ، وفي الحديث عن ذلك ، فان الكاتب وفق تمام التوفيق ، في ذكر محاسن دولته ، وأننا لنطمح في نهاية هذه المقالة أن نجد غيره الكثيرين ، ممن يبدعون في تصوير مدنهم ، ودولهم ، ويتغنون بحضارات مجيدة وعريقة .
هذا الكتاب الذي لاقى رواجاً كبيراً بين الأوساط المختلفة ، فقد منح المواطن المصري الأصيل القدرة على معرفة مقدرات وطنه ، وأعطاه الفرصة ليكون مثقفاً ، واعياً بعراقة وطنه وأصالته ، فلا توجد بلد كمصر في نظر أصحابها ، ولا توجد حضارة مماثلة لحضارتها على امتداد التاريخ .
من أقوال الكاتب جمال حمدان رحمة الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق