كان بالإمكان المترجم اختصار هذا الكتاب مع شيء من التوسع، غير أن القصد منه كان شيئاً آخر. لم تتوقف نية وضعه عند حد فهم طبيعة المشروع الصهيوني فحسب، وإنما تعدت ذلك إلى تصوير تلك الطبيعة بالوقائع التاريخية والسياسية، وإلى تعزيزها بوافر من المعلومات عن نشأة هذا المشروع الاستيطاني، وعن دوره الوظيفي وعلاقاته الداخلية والخارجية.
لهذه الاعتبارات، ولاعتبارات أخرى سوف يكتشفها القارئ المتتبع لهذه القضية، رأى المترجم من الواجب التعمق إلى جذور هذه المشكلة لإلقاء الضوء على خفاياها.. وما أكثر خفاياها..
بروتوكولات حكماء صهيون.. لغز من الألغاز في مجال البحث التاريخي، هو أخطر كتاب ظهر في العالم ولا يستطيع أن يقدره إلا من يقرأ البروتوكولات ليستطيع أن يبصر الخطة التي رسمتها تيارات التاريخ لا سيما الحوادث الحاضرة وأصابع اليهود من ورائها.
إن هذا الكتاب يوضح نوايا حكماء صهيون إلى ما يمكن أن تنطوي عليه نفوسهم الخبيثة كما يكشف عن معرفتهم بالطرق التي يستطاع بها استغلال نزعاتها الشريرة لمصلحتهم وخطتهم السرية بالحقد والبغض على الأمم والأديان لا سيما المسيحية.
يسعى اليهود لهدم الحكومات في كل الأقطار، والاستعاضة عنها بحكومة ملكية استبدادية يهودية، ومن هذه الوسائل إغراء الملوك باضطهاد الشعوب، وإغراء الشعوب بالتمرد على الملوك، متسلحين بمقولة نشر مبادئ الحرية والمساواة، في محاولة لإبقاء كل من قوة الحكومة وقوة الشعب متعاديتين.
ولسبر غور ينابيع البروتوكولات كان لا بد من التحدث بإيجاز عن التوراة وأسفار العهد القديم من النواحي التي تنكشف بها الحقائق وكشف الستار عن اليهودية العالمية التي من أدواتها الصهيونية والماسونية، والتطرق لعقيدة التجمع والاقتحام الدموية المطبقة في فلسطين، على يد رجال أخلصوا في العطاء لعقيدتهم الصهيونية.
وستكتشف أن سر القوة اليهودية العالمية يكمن في قدرتها على إخفاء أجهزتها عن العالم ونشر الضباب من حولها لكي يبقى العالم في حيرة من أمر الحقيقة اليهودية العالمية.
تفاصيل قصة البروتوكولات وظهورها، وتأخر العرب في الإطلاع عليها وكشف الغطاء عنها، وكيف تطبق في فلسطين.. كل تلك الحقائق ستتعرف عليها من خلال فصول هذا الكتاب.
فكتور مارسدن
- نشر سنة 2004
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق