كتب رونالد ألسوب
عندما تتقدم لوظيفة تلو الأخرى لكن طلبك يرفض، فهل يعود ذلك إلى أن توقعات أرباب العمل غير واقعية أم لأن الخريجين الجدد ليسوا مؤهلين لسوق العمل؟
بالنسبة لكاثرين نغوين كات، يعد الكفاح للعثور على وظيفة مسألة ثقة في أغلب الأحيان.
أرسلت كاثرين، خريجة جامعة ويستمينستر، أكثر من 100 نسخة من سيرتها الذاتية إلى شركات ومؤسسات في بريطانيا، وتمت دعوتها إلى 16 مقابلة، بما في ذلك ثلاث مقابلات جماعية لإظهار المهارات. ولسوء الحظ، كما تقول، فإنها لم تخلق لدى أرباب العمل انطباعاً مؤثراً.
وعن وظيفة إعلانات تقدمت لها حديثاً تقول: "قال لي المسؤولون عن التوظيف إنني أجيد العمل كعضو في فريق لكن لم تتح لي لحظة واحدة للتحدث كثيراً وإظهار حماسي للأفكار التي كنا نقدمها كفريق".
عملت كاثرين (23 عاماً)، والتي درست تحريك الصور في الجامعة والتي تقطن في لندن، على توسيع دائرة بحثها عن وظيفة هذا العام لتشمل مجال التصميم والعرض. وتقول كاثرين، التي تعمل مساعدة مبيعات في محل "ريمانز" للأدوات المكتبية: "أعرف أنني مبدعة وأستطيع القيام بكثير من هذه الأعمال، لكن أرباب العمل يتوقعون أن يكون المتقدم للوظيفة لديه خبرة متوسطة في ممارسة المهنة، حتى لو كانت الوظيفة المطلوبة بمستوى المبتدئين".
أخيراً تمكنت هذا الشهر من العثور على وظيفة مع شركة صغيرة لتصميم حقاءب السفر وحقائب اليد، بعد التأكد من أن معلوماتها الفنية ملائمة لما تحتاجه الشركة. وتقول في هذا الصدد: "أشعر بالسعادة ولكن أيضاً بالتوتر. قالوا إن مهارتي في التعامل مع الانترنت ضمنت لي الوظيفة، إضافة إلى قدرتي على استعمال برنامج التصميم "Illustrator". وقد تبين أنهم قد يفتحون مصنعاً في فيتنام، لذا فإن قدرتي على التحدث بالفيتنامية بطلاقة كانت سبباً آخر لحصولي على الوظيفة"
أقل من المستوى
لكن قضاء كاثرين لفترة طويلة في البحث عن عمل ليس أمراً غريبا هذه الأيام. ويقول كثير من أرباب العمل إن الخريجين الجدد ليسوا بالمستوى المطلوب من المهارات والإمكانات. وقد أظهر بحث تلو الآخر أن الموظفين الشباب ليس لديهم المهارات الأساسية المطلوبة للوظائف التي تتطلب الكتابة والتواصل الكلامي، والتفكير الانتقادي والقدرة على التحليل المنطقي.
وبينما يتحسن سوق العمل تدريجياً تشتكي الشركات والمؤسسات من أنها لا تعثر على خريجين جدد بإمكانهم إضافة الجديد للوظيفة التي يشغلونها منذ اليوم الأول. وقد أجرى موقع "CareerBuilder" للبحث عن عمل على الانترنت استطلاعاً بين أرباب العمل في بريطانيا والهند هذا العام وتوصل إلى أنهم يعتقدون أن الخريجين الجدد يفتقرون إلى مهارات حل المشاكل (60 في المئة في الهند و40 في المئة في بريطانيا) التفكير الإبداعي (56 في المئة في الهند و39 في المئة في بريطانيا) ومهارات التواصل الشخصي (50 في المئة في الهند و49 في المئة في بريطانيا).
تقول روزمري هيفنر، المسئولة عن الموارد البشرية في الموقع المذكور: "يذكر كثيرون من الخريجين الجدد أنهم تلقوا فترة تدريب أو فترتين، وهو ما يجعل أرباب العمل يعتقدون أن بامكان هذا الخريج أن يتولى وظيفة بمستوى أعلى. لكن هل بالفعل لديهم خبرة ملموسة؟ يحاول رب العمل أن يكتشف ذلك خلال المقابلة وأن يقف على ما إذا كان الخريج قد شارك في العمل على مشاريع محددة وكم كان يتقاضى مقابل كل واحد منها".
نصف الكوب الممتلئ أم الفارغ
تظهر بعض الدراسات وجود فجوة كبيرة بين الخريجين الجدد وبين توقعات أرباب العمل، ففي استطلاع أجرته رابطة الجامعات والكليات الأمريكية لا يتفق الطلاب وأرباب العمل على مدى تمتع الطلاب بمهارات التواصل الشفوي (62 في المئة من الطلاب مقابل 28 في المئة أرباب العمل)، القدرة على العمل على الأرقام والإحصائيات (55 في المئة الطلاب و28 في المئة أرباب العمل)، العمل ضمن فريق (64 في المئة مقابل 37 في المئة)، القدرة العملية على تطبيق المعرفة والمهارات في العمل (59 في المئة مقابل 23 في المئة)، والقدرة على التحليل وحل المشاكل المعقدة (59 في المئة مقابل 24 ف المئة).
هل تكمن المشكلة في وجود توقعات عالية لدى أرباب العمل أم أن الجامعات والطلاب لا يطورون المهارات الأساسية؟ يجيب الخبراء على هذا السؤال بالقول: المشكلة هي مزيج من هذا وذاك.
يقول أنتوني كارنيفال، مدير مركز التعليم والقوى العاملة في جامعة جورج تاون: "البرج العاجي أمر واقعي في كثير من الجوانب الأكاديمية، ويتعين على المدارس والجامعات أن تركز على الممارسة العملية وما يحتاجه ارباب العمل. يقول أرباب العمل إنه ربما يكون الطلاب على علم بما هو موجود في الكتب، لكن ليس لديهم القدرة على تطبيق ما في تلك الكتب في مجالات الابتكار والتفكير المنطقي وحل المشاكل المعقدة من خلال العمل في فريق. إنهم يريدون الطلاب أن يأتوا إلى مكان العمل مزودين بالمهارات التي يكتسبها عادة الموظفون من خلال ممارستهم للعمل".
وبينما يمكن للجامعات التركيز على ما يدعى المهارات الذهنية التي يحتاجها أرباب العمل، فان "العمل مازال هو المعلم الأفضل للتفكير الانتقادي والمهارات الشخصية" حسب كارنيفال.
إعادة تصميم المناهج
تتعامل رابطة الجامعات والكليات الأمريكية بجدية مع هذه الفجوة وتعمل مع المؤسسات التعليمية لتصميم المناهج التعليمية بحيث تكون أكثر فعالية في تطوير المهارات المتعلقة بسوق العمل.
تقول ديبرا همفري، نائب الرئيس لشئون السياسات وعلاقات الجمهور: "المناهج التي وضعناها على مر الزمن غير منظمة وتترك حرية كبيرة للطلاب في اختيار مقرراتهم الدراسية. الآن نحن بحاجة إلى تصميم مناهج موجهة أكثر للتلاءم مع حاجات سوق العمل بحيث يرتقي الطالب باستمرار حتى يصل إلى أعلى مستوى من الكتابة والمهارات الأخرى."
تعمل بعض المؤسسات على مساعدة الطلاب على تطوير مهاراتهم التي لا يدركون أنها ضرورية للحصول على الوظيفة. مؤسسة "يوثنيت" الخيرية البريطانية أطلقت وسيلة على الانترنت اسمها "حددني" والتي صممت لمساعدة الشباب على تحديد المهارات التي يحتاجونها في حياتهم العملية مثل ممارسة الرياضة والسفر والعمل التطوعي، ومن ثم تحديد الكلمات الصحيحة لوصف هذه المهارات لأرباب العمل المحتملين.
وقد كشف استطلاع قامت به مؤسسة "يورثنيت" في أوساط الموظفين في بريطانيا أن نصفهم يشعر أن المتقدمين الشباب للوظائف لا يفهمون المهارات المطلوبة للعمل وأن ثلثيهم يرفضون مرشحين للعمل لآنهم لا يستطيعون التعبير بوضوح عن قدراتهم وإمكاناتهم.
ويقول أوليفر دراكفورد، رئيس التسويق والتواصل بمنظمة "يوثنيت": "اذا لم يكن لدى الشباب خبرة عملية كافية من العمل في المكاتب، فإنهم بحاجة إلى أن يدركوا أن لديهم مواهب أخرى يمكن تحويلها إلى وظائف مثل كتابة المدونات لوسائل الإعلام الاجتماعي أو تعلم مهارات إدارة الوقت."
وسائل للمساعدة
شركة "يو بي إس" العالمية للخدمات المالية قدمت تمويلاً للوسيلة المعروفة باسم "حددني" لأنها ترغب في تعزيز الوعي لدى الشباب.
يقول ريتشارد هاردي، رئيس "يو بي إس": "عندما يقدم الشباب أنفسهم إلى رب العمل، يقول الكثير منهم: ليس لديك ما يتطلبه العمل في هذه الوظيفة. وسيلة "حددني" تجعل الناس يفكرون بأنفسهم، وبإمكانها إنقاذ الأشخاص الذين لا يجدون الحماس الذاتي والذين لم يتلقوا التوجيه والنصح بشأن كيفية تسويق أنفسهم وإجادة تقديم مهاراتهم للآخرين."
وهناك وسيلة أخرى لمساعدة الشباب الباحثين عن عمل هي http://www.jobipedia.org، وهو موقع يمكن الشباب الباحثين عن عمل من طرح أسئلة عن موضوعات متعلقة بالتوظيف وأماكن العمل وتلقي النصيحة من مدراء الموارد البشرية في حوالي 30 شركة كبرى بما فيها، AT&T, Merck, American Express, Dupont.
يقول مايك ماكجينس، المدير التنفيذي لموقع Jobipedia الذي أسسته رابطة سياسات الموارد البشرية في واشنطن العاصمة: "يمكن للطلاب أن يطرحوا تساؤلاتهم واستفساراتهم على أسماع الأشخاص الذين يتولون مراجعة السير الذاتية كل يوم وتوظيف مرشحين للعمل من الشبان. يمكنهم أن يتعلموا ما يحتاجه أرباب العمل وما يتعين عليهم بالتالي أن يحققوه."
وقال ماكجييس إن أربال العمل يريدون من الأجيال الجديدة الذين ولدوا في الثمانينات والتسعينات أن يكونوا ناجحين وقادرين على التواصل مع الأخرين "بطريقة فيها احترام وتؤدي إلى نقل الفكرة بسهولة ويسر". المهنية والتحلي بأخلاقيات العمل أيضاً جوانب أخرى وجد أن هذه الأجيال الشابة تفتقر إليها".
تحث بعض الجامعات طلابها على التركيز في وقت مبكر جداً في دراستهم على التحضير للعمل والتعود على أماكن العمل. ففي جامعة بينتلي في ماساشوسيتس يتلقى الطلاب الجدد مقررات تمهيدية في كيفية بناء مستقبل وظيفي، كما يتلقون تقييماً لمهارات التعرف بشكل أفضل على قدراتهم ومواطن الضعف لديهم. ويقوم موظفون في شركات مثل "فيديليتي" و"تي جيه ماكس" بزيارة الطلاب وإلقاء المحاضرات عن مهارات الأداء في المقابلة، وكيفية كتابة السيرة الذاتية، ومجالات التطور. وتتلقى بينتلي كذلك مساهمات من شركات ومؤسسات عن المنهج الدراسي. على سبيل المثال طرحت مؤسسة "إي إم سي" فكرة إيجاد تخصص رئيسي في فن المبيعات، كما تقول جلوريا لارسون رئيسة بينتلي التي تضيف: "ناقشنا هذه الفكرة مع الكلية ومع شركات أخرى ولدينا الآن تخصص مبيعات".
يتخصص معظم الطلبة في إدارة الأعمال في بينتلي لكنهم يدرسون مقررات في الفنون والآداب. تقول أماندا مكورميك، الطالبة في بينتلي والتي تأمل أن تعمل في مجال تسويق الأزياء: "في معظم المقررات التي درستها كنت جزءاً من فريق". العمل في فريق إضافة إلى تجربتها في الإلقاء والتقديم أمام زملائها في المحاضرات برهنت على تفوقها في فترة تدريبها التي تلقتها هذا العام في شركة تصميم الأزياء "كيت سبيد".
وتعلق على تجربتها تلك بالقول: "الشيء الأكثر قيمة هو أنني اطلعت على طبيعة العمل في شركة ضخمة. لقد كان المكان مدهشاً بالفعل."
يمكنك قراءة الموضوع الأصلي باللغة الإنجليزية على موقع BBC Capital.
عندما تتقدم لوظيفة تلو الأخرى لكن طلبك يرفض، فهل يعود ذلك إلى أن توقعات أرباب العمل غير واقعية أم لأن الخريجين الجدد ليسوا مؤهلين لسوق العمل؟
بالنسبة لكاثرين نغوين كات، يعد الكفاح للعثور على وظيفة مسألة ثقة في أغلب الأحيان.
أرسلت كاثرين، خريجة جامعة ويستمينستر، أكثر من 100 نسخة من سيرتها الذاتية إلى شركات ومؤسسات في بريطانيا، وتمت دعوتها إلى 16 مقابلة، بما في ذلك ثلاث مقابلات جماعية لإظهار المهارات. ولسوء الحظ، كما تقول، فإنها لم تخلق لدى أرباب العمل انطباعاً مؤثراً.
وعن وظيفة إعلانات تقدمت لها حديثاً تقول: "قال لي المسؤولون عن التوظيف إنني أجيد العمل كعضو في فريق لكن لم تتح لي لحظة واحدة للتحدث كثيراً وإظهار حماسي للأفكار التي كنا نقدمها كفريق".
عملت كاثرين (23 عاماً)، والتي درست تحريك الصور في الجامعة والتي تقطن في لندن، على توسيع دائرة بحثها عن وظيفة هذا العام لتشمل مجال التصميم والعرض. وتقول كاثرين، التي تعمل مساعدة مبيعات في محل "ريمانز" للأدوات المكتبية: "أعرف أنني مبدعة وأستطيع القيام بكثير من هذه الأعمال، لكن أرباب العمل يتوقعون أن يكون المتقدم للوظيفة لديه خبرة متوسطة في ممارسة المهنة، حتى لو كانت الوظيفة المطلوبة بمستوى المبتدئين".
أخيراً تمكنت هذا الشهر من العثور على وظيفة مع شركة صغيرة لتصميم حقاءب السفر وحقائب اليد، بعد التأكد من أن معلوماتها الفنية ملائمة لما تحتاجه الشركة. وتقول في هذا الصدد: "أشعر بالسعادة ولكن أيضاً بالتوتر. قالوا إن مهارتي في التعامل مع الانترنت ضمنت لي الوظيفة، إضافة إلى قدرتي على استعمال برنامج التصميم "Illustrator". وقد تبين أنهم قد يفتحون مصنعاً في فيتنام، لذا فإن قدرتي على التحدث بالفيتنامية بطلاقة كانت سبباً آخر لحصولي على الوظيفة"
أقل من المستوى
لكن قضاء كاثرين لفترة طويلة في البحث عن عمل ليس أمراً غريبا هذه الأيام. ويقول كثير من أرباب العمل إن الخريجين الجدد ليسوا بالمستوى المطلوب من المهارات والإمكانات. وقد أظهر بحث تلو الآخر أن الموظفين الشباب ليس لديهم المهارات الأساسية المطلوبة للوظائف التي تتطلب الكتابة والتواصل الكلامي، والتفكير الانتقادي والقدرة على التحليل المنطقي.
وبينما يتحسن سوق العمل تدريجياً تشتكي الشركات والمؤسسات من أنها لا تعثر على خريجين جدد بإمكانهم إضافة الجديد للوظيفة التي يشغلونها منذ اليوم الأول. وقد أجرى موقع "CareerBuilder" للبحث عن عمل على الانترنت استطلاعاً بين أرباب العمل في بريطانيا والهند هذا العام وتوصل إلى أنهم يعتقدون أن الخريجين الجدد يفتقرون إلى مهارات حل المشاكل (60 في المئة في الهند و40 في المئة في بريطانيا) التفكير الإبداعي (56 في المئة في الهند و39 في المئة في بريطانيا) ومهارات التواصل الشخصي (50 في المئة في الهند و49 في المئة في بريطانيا).
تقول روزمري هيفنر، المسئولة عن الموارد البشرية في الموقع المذكور: "يذكر كثيرون من الخريجين الجدد أنهم تلقوا فترة تدريب أو فترتين، وهو ما يجعل أرباب العمل يعتقدون أن بامكان هذا الخريج أن يتولى وظيفة بمستوى أعلى. لكن هل بالفعل لديهم خبرة ملموسة؟ يحاول رب العمل أن يكتشف ذلك خلال المقابلة وأن يقف على ما إذا كان الخريج قد شارك في العمل على مشاريع محددة وكم كان يتقاضى مقابل كل واحد منها".
نصف الكوب الممتلئ أم الفارغ
تظهر بعض الدراسات وجود فجوة كبيرة بين الخريجين الجدد وبين توقعات أرباب العمل، ففي استطلاع أجرته رابطة الجامعات والكليات الأمريكية لا يتفق الطلاب وأرباب العمل على مدى تمتع الطلاب بمهارات التواصل الشفوي (62 في المئة من الطلاب مقابل 28 في المئة أرباب العمل)، القدرة على العمل على الأرقام والإحصائيات (55 في المئة الطلاب و28 في المئة أرباب العمل)، العمل ضمن فريق (64 في المئة مقابل 37 في المئة)، القدرة العملية على تطبيق المعرفة والمهارات في العمل (59 في المئة مقابل 23 في المئة)، والقدرة على التحليل وحل المشاكل المعقدة (59 في المئة مقابل 24 ف المئة).
هل تكمن المشكلة في وجود توقعات عالية لدى أرباب العمل أم أن الجامعات والطلاب لا يطورون المهارات الأساسية؟ يجيب الخبراء على هذا السؤال بالقول: المشكلة هي مزيج من هذا وذاك.
يقول أنتوني كارنيفال، مدير مركز التعليم والقوى العاملة في جامعة جورج تاون: "البرج العاجي أمر واقعي في كثير من الجوانب الأكاديمية، ويتعين على المدارس والجامعات أن تركز على الممارسة العملية وما يحتاجه ارباب العمل. يقول أرباب العمل إنه ربما يكون الطلاب على علم بما هو موجود في الكتب، لكن ليس لديهم القدرة على تطبيق ما في تلك الكتب في مجالات الابتكار والتفكير المنطقي وحل المشاكل المعقدة من خلال العمل في فريق. إنهم يريدون الطلاب أن يأتوا إلى مكان العمل مزودين بالمهارات التي يكتسبها عادة الموظفون من خلال ممارستهم للعمل".
وبينما يمكن للجامعات التركيز على ما يدعى المهارات الذهنية التي يحتاجها أرباب العمل، فان "العمل مازال هو المعلم الأفضل للتفكير الانتقادي والمهارات الشخصية" حسب كارنيفال.
إعادة تصميم المناهج
تتعامل رابطة الجامعات والكليات الأمريكية بجدية مع هذه الفجوة وتعمل مع المؤسسات التعليمية لتصميم المناهج التعليمية بحيث تكون أكثر فعالية في تطوير المهارات المتعلقة بسوق العمل.
تقول ديبرا همفري، نائب الرئيس لشئون السياسات وعلاقات الجمهور: "المناهج التي وضعناها على مر الزمن غير منظمة وتترك حرية كبيرة للطلاب في اختيار مقرراتهم الدراسية. الآن نحن بحاجة إلى تصميم مناهج موجهة أكثر للتلاءم مع حاجات سوق العمل بحيث يرتقي الطالب باستمرار حتى يصل إلى أعلى مستوى من الكتابة والمهارات الأخرى."
تعمل بعض المؤسسات على مساعدة الطلاب على تطوير مهاراتهم التي لا يدركون أنها ضرورية للحصول على الوظيفة. مؤسسة "يوثنيت" الخيرية البريطانية أطلقت وسيلة على الانترنت اسمها "حددني" والتي صممت لمساعدة الشباب على تحديد المهارات التي يحتاجونها في حياتهم العملية مثل ممارسة الرياضة والسفر والعمل التطوعي، ومن ثم تحديد الكلمات الصحيحة لوصف هذه المهارات لأرباب العمل المحتملين.
وقد كشف استطلاع قامت به مؤسسة "يورثنيت" في أوساط الموظفين في بريطانيا أن نصفهم يشعر أن المتقدمين الشباب للوظائف لا يفهمون المهارات المطلوبة للعمل وأن ثلثيهم يرفضون مرشحين للعمل لآنهم لا يستطيعون التعبير بوضوح عن قدراتهم وإمكاناتهم.
ويقول أوليفر دراكفورد، رئيس التسويق والتواصل بمنظمة "يوثنيت": "اذا لم يكن لدى الشباب خبرة عملية كافية من العمل في المكاتب، فإنهم بحاجة إلى أن يدركوا أن لديهم مواهب أخرى يمكن تحويلها إلى وظائف مثل كتابة المدونات لوسائل الإعلام الاجتماعي أو تعلم مهارات إدارة الوقت."
وسائل للمساعدة
شركة "يو بي إس" العالمية للخدمات المالية قدمت تمويلاً للوسيلة المعروفة باسم "حددني" لأنها ترغب في تعزيز الوعي لدى الشباب.
يقول ريتشارد هاردي، رئيس "يو بي إس": "عندما يقدم الشباب أنفسهم إلى رب العمل، يقول الكثير منهم: ليس لديك ما يتطلبه العمل في هذه الوظيفة. وسيلة "حددني" تجعل الناس يفكرون بأنفسهم، وبإمكانها إنقاذ الأشخاص الذين لا يجدون الحماس الذاتي والذين لم يتلقوا التوجيه والنصح بشأن كيفية تسويق أنفسهم وإجادة تقديم مهاراتهم للآخرين."
وهناك وسيلة أخرى لمساعدة الشباب الباحثين عن عمل هي http://www.jobipedia.org، وهو موقع يمكن الشباب الباحثين عن عمل من طرح أسئلة عن موضوعات متعلقة بالتوظيف وأماكن العمل وتلقي النصيحة من مدراء الموارد البشرية في حوالي 30 شركة كبرى بما فيها، AT&T, Merck, American Express, Dupont.
يقول مايك ماكجينس، المدير التنفيذي لموقع Jobipedia الذي أسسته رابطة سياسات الموارد البشرية في واشنطن العاصمة: "يمكن للطلاب أن يطرحوا تساؤلاتهم واستفساراتهم على أسماع الأشخاص الذين يتولون مراجعة السير الذاتية كل يوم وتوظيف مرشحين للعمل من الشبان. يمكنهم أن يتعلموا ما يحتاجه أرباب العمل وما يتعين عليهم بالتالي أن يحققوه."
وقال ماكجييس إن أربال العمل يريدون من الأجيال الجديدة الذين ولدوا في الثمانينات والتسعينات أن يكونوا ناجحين وقادرين على التواصل مع الأخرين "بطريقة فيها احترام وتؤدي إلى نقل الفكرة بسهولة ويسر". المهنية والتحلي بأخلاقيات العمل أيضاً جوانب أخرى وجد أن هذه الأجيال الشابة تفتقر إليها".
تحث بعض الجامعات طلابها على التركيز في وقت مبكر جداً في دراستهم على التحضير للعمل والتعود على أماكن العمل. ففي جامعة بينتلي في ماساشوسيتس يتلقى الطلاب الجدد مقررات تمهيدية في كيفية بناء مستقبل وظيفي، كما يتلقون تقييماً لمهارات التعرف بشكل أفضل على قدراتهم ومواطن الضعف لديهم. ويقوم موظفون في شركات مثل "فيديليتي" و"تي جيه ماكس" بزيارة الطلاب وإلقاء المحاضرات عن مهارات الأداء في المقابلة، وكيفية كتابة السيرة الذاتية، ومجالات التطور. وتتلقى بينتلي كذلك مساهمات من شركات ومؤسسات عن المنهج الدراسي. على سبيل المثال طرحت مؤسسة "إي إم سي" فكرة إيجاد تخصص رئيسي في فن المبيعات، كما تقول جلوريا لارسون رئيسة بينتلي التي تضيف: "ناقشنا هذه الفكرة مع الكلية ومع شركات أخرى ولدينا الآن تخصص مبيعات".
يتخصص معظم الطلبة في إدارة الأعمال في بينتلي لكنهم يدرسون مقررات في الفنون والآداب. تقول أماندا مكورميك، الطالبة في بينتلي والتي تأمل أن تعمل في مجال تسويق الأزياء: "في معظم المقررات التي درستها كنت جزءاً من فريق". العمل في فريق إضافة إلى تجربتها في الإلقاء والتقديم أمام زملائها في المحاضرات برهنت على تفوقها في فترة تدريبها التي تلقتها هذا العام في شركة تصميم الأزياء "كيت سبيد".
وتعلق على تجربتها تلك بالقول: "الشيء الأكثر قيمة هو أنني اطلعت على طبيعة العمل في شركة ضخمة. لقد كان المكان مدهشاً بالفعل."
يمكنك قراءة الموضوع الأصلي باللغة الإنجليزية على موقع BBC Capital.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق